173

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

بدعة ودعاء ضلالة، فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله مضل لمن اهتدى به في حياته وبعد وفاته، حمال خطايا غيره رهن بخطيئته. ورجل قمش جهلا موضع في جهال الأمة عاد في أغباش الفتنة عم عما في عقد الهدنة قد سماه أشباه الناس عالما، وليس به بكر فاستكثر من جميع، ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من آجن وأكثر من غير طائل، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره فإن نزلت به إحدى المهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت ولا يدري هل أصاب أم أخطأ ان أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب، جاهل خباط جهالات عاش ركاب عشوات لم يعض على العلم بضرس قاطع، يذرى الروايات إذ راء الريح الهشيم تصرخ من جور قضائه الدماء وتعج منه المواريث إلى الله (تعالى) من معشر يعيشون جهالا ويموتون ضلالا، وليس فيهم سلعة أبور من الكتاب آثروا تلاوته وترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه، ثم ترد بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا، والههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد، فأمرهم الله (عز وجل) بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه، أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى أم أنزل الله (تعالى) دينا تاما فقصر الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) عن تبليغه وأدائه؟، والله (سبحانه وتعالى) يقول: ما فرطنا في الكتاب من شيء وفيه تبيان كل شيء وذكران الكتاب يصدق بعضه بعضا وانه لا اختلاف فيه فقال (سبحانه): ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فإن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به.

وقال: قصم ظهري رجلان: عالم متهتك وجاهل متنسك، هذا ينفر

Page 182