165

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

(تعالى) بها منها: أن الله (عز وعلا) أطلعه على قتال الخوارج المارقين على مستقبل أمرهم فأخبر به قبل وقوعه فخرق به العادة وكان كرامة له.

وذلك أن الخوارج لما اجتمعوا واجمعوا على قتاله وكانوا أربعة آلاف على ما سبق بيانه، فبينا علي ((عليه السلام)) جالس إذ رأى فارسا مقبلا من ناحية النهروان يركض على فرس له، فصاح به علي: إلي، إلي، فجاء إليه فقال له علي: ما وراءك؟ فقال إن القوم لما علموا أنك قربت منهم عبروا النهر هاربين: فقال ((عليه السلام)): والذي بعث محمدا ((صلى الله عليه وآله وسلم)) لا يعبرون ولا يبلغون قصر بنت كسرى حتى يقتل الله مقاتلتهم على يدي، فلا يبقى منهم إلا أقل من عشرة ولا يقتل من أصحابي إلا أقل من عشرة.

ثم نهض ((عليه السلام)) فركب فرسه حتى وافى القوم متأهبين للقتال فواقعهم على ما سبق حتى قتلوا عن آخرهم سوى تسعة، ولم يقتل من أصحابه سوى ما تقدم ذكره قيل تسعة وقيل اثنان، ولم يعبروا النهر ولا بلغوا قصر بنت كسرى فوقع الأمر على ما أخبر به ((عليه السلام)).

فكانت تلك معدودة من كراماته وهذه الوقائع على هذا الشرح فيما أخبر عنهم ((عليهم السلام)) نقلها صاحب تاريخ فتوح الشام ((رحمه الله تعالى)) ومنها:

ما رواه ابن شهرآشوب في كتابه أن عليا ((عليه السلام)) لما قدم الكوفة وفد عليه طوائف من الناس، وكان فيهم فتى فصار من شيعته يقاتل بين يديه في مواقفه فخطب امرأة من قوم عرب استوطنوا الكوفة فأجابوه فتزوجها، فلما صلى علي ((عليه السلام)) يوما صلاة الصبح قال لبعض من عنده: اذهب إلى محلة بني فلان تجد فيها مسجدا إلى جانبه بيت تسمع فيه صوت رجل وامرأة يتشاجران بأصوات مرتفعة فاحضرهما الساعة وقل لهما أمير المؤمنين يطلبكما، فمضى ذلك الإنسان

Page 174