Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو العاص بن قيس وأوس الجمحي وعقبة بن أبي معيط صبرا ومعاوية بن عامر.
فهذه عدة من قيل أنه ((عليه السلام)) قتلهم من مقاتلة المشركين يوم بدر غير النضر بن الحارث فإنه قتله صبرا بعد القفول من بدر.
فإذا وضح ذلك فقد اجمع أهل المغازي في كتبهم على أن عدة من قتل يوم بدر من مقاتلة المشركين سبعون رجلا، فإذا كان جميع من قتله المسلمون بأسرهم يوم بدر سبعين، وقد أضيف إلى علي ((عليه السلام)) من هذا العدد ما تقدم وفي هذا وحده اسجال بشجاعته لا يتطرق النقص إلى حكمه، ولا يداخل سامعيه شك في الإحاطة بعلمه فإن من قد قد سيفه أوصال أبشار احد وعشرين قتيلا من سبعين، فمزقها وأغمد مصلته في لباتهم فاستخرج رمقها، وشرد بأسه نفوسهم عن أجسادهم فأزهقها، فطارت شعاعا من الفرق فألزمها ذلك وأرهقها، وبقي تمام السبعين مضافا إلى جميع المسلمين وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر كيف لا يتيقن شجاعته من وقف على هذه القصة وتحققها، وكشف نقل الثقات من أرباب المغازي وعرف طرقها فصدقها.
ومنها غزوة أحد وهي في شوال سنة ثلاث من الهجرة وعمر علي ((عليه السلام)) يومئذ ثمان وعشرون سنة وشهور لم يبلغ تسعا وعشرين سنة. وتلخيص القول في هذه القصة أن أشراف قريش لما كسروا يوم بدر فقتل وأسر بعضهم ودخل الحزن على أهل مكة بقتل رؤسائهم وأسرهم، تجمعوا وبذلوا أموالا واستمالوا جمعا من الأحابيش من كنانة وغيرهم، ليقصدوا النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بالمدينة لاستئصال المسلمين، وتولى كبر ذلك أبو سفيان بن حرب فحشد وحشر وقصد المدينة فخرج النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بالمسلمين وكانت غزوة أحد. ونفق النفاق بين جماعة من الذين خرجوا مع النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فتعاملوا به، وأنساهم القضاء المبرم التفكر في سوء
Page 146