118

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

(تعالى) لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة لما نزلت كان لي دينار فبعته بدراهم، وكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت حتى فنيت الدراهم، فنسخت الآية بقوله أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون .

ونقل الثعلبي في تفسيره ((رحمه الله)) يرفعه بسنده قال: قال علي ((عليه السلام)): لما نزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول دعاني رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فقال: «ما ترى دينارا» فقلت: لا يطيقونه قال: «فكم» قلت حبة أو شعيرة قال:

«إنك لزهيد» فنزلت أأشفقتم ... فبي خفف الله (عز وجل) عن هذه الأمة فلم يعمل بها أحد قبلي ولا أحد بعدي.

وقال ابن عمر (رض): ثلاث كن لعلي ((عليه السلام)) لو أن لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم، تزويجه فاطمة وإعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى.

ومما اعتمده من الطاعة وسارع فيه إلى العبادة ما رواه الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي (ره) وغيره من أئمة التفسير، يرفعه بسنده أن عليا ((عليه السلام)) آجر نفسه ليلة إلى الصبح يسقي نخلا بشيء من شعير، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه وجعلوا منه شيئا يأكلونه يسمى الخزيرة، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا علي وفاطمة والحسن والحسين، فأطلع الله (سبحانه) عليهم نبيهم وإن القصد في ذلك الفعل وجه الله (تعالى) طلبا لنيل ثوابه ونجاة من عقابه، فأنزل الله (سبحانه): ويطعمون الطعام على حبه إلى آخر الآيات

Page 127