Masrahiyyat Shawqi
محاضرات عن مسرحيات شوقي: حياته وشعره
Genres
فقلت أرى ليلى تراءت لنا ظهرا
وكذلك الأمر في عدد من الصور والمعاني التي ضمنها شوقي مسرحيته، أو حورها إلى أسلوبه الخاص، مثل قول المجنون لزوج ليلى يسأله عنها:
بربك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها؟!
وأغنية جبل التوباد الشهيرة، وهي الجبل الذي كان قيس وليلى يرعيان الغنم على سفحه أيام الطفولة الأولى، ففي الأغاني، وفي المسرحية نعثر على هذين البيتين:
وأجهشت للتوباد حين رأيته
وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما رأيته
ونادى بأعلى صوته فدعاني
وغير ذلك كثير مما كنا نستطيع قبوله باعتبار أن شوقي يعرض قصة شاعر كبير، عبر هو نفسه عن أحاسيسه تعبيرا رائعا أحيانا كثيرة، وأما أن تستبد تفاصيل الأخبار القديمة بشوقي، وتسيطر عليه سيطرة مطلقة في تصوير شخصياته، وتحليل دوافعها وخفايا نفوسها على نحو ما فعل في «مجنون ليلى»، فذلك ما لا نستطيع أن نقره؛ إذ إنه قد قيد خيال الشاعر، وحرمنا من أن نظفر منه بتحليل إنساني عميق لشخصياته، وتصوير قوي للمشاعر الإنسانية التي تصطرع في حناياها فتثير نفوسنا، بحكم المشاركة الوجدانية التي لن نمل القول بأنها الشرط الأساسي لنجاح الفن المسرحي.
Unknown page