208

Al-maslak fī uṣūl al-dīn

المسلك في أصول الدين

الفاسد السابق على بطلان ما يخبر به المخبرون ، فيصده ذلك عن اعتقاد صحته ، ومنهم المكابر ظاهرا لا باطنا طلبا لحطام الدنيا ، وتوصلا إلى المقاصد العاجلة ، ومنهم المقر المعترف الساتر لأمره.

قوله في الوجه الثاني : لو نص على علي عليه السلام بالإمامة لكان إما أظهره لعدد التواتر أو لم يظهره. قلنا : أظهره.

قوله : يلزم من ذلك أن يخفى بين الصحابة حكم ضروري. قلنا : لا نسلم أنه خفي بين الصحابة ، بل تحدث به الأكثرون ، ونطق به العارفون ، ونظموا فيه الأشعار (84)، ونقلوا فيه الآثار.

قوله : وأن يكونوا قد تمالئوا على جحد ما علموه. قلنا : معاذ الله أن يجحده المحق من الصحابة ، بل جحده من استغرقته الأهواء ، فأما الأعيان

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 3 / 47 : ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الإسلام المتضمن كونه عليه السلام وصي رسول الله قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب :

ثم نقل أشعارا في هذا الصدد عن أكثر من عشرين شاعرا ثم قال :

والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة [الوصي] كثيرة جدا ولكنا ذكرناها هنا بعض ما قيل في هذين الحربين [وهما وقعتا جمل وصفين] فأما ما عداهما فإنه يجل عن الحصر ، ويعظم عن الاحصاء والعد ، ولو لا خوف الملالة والإضجار لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقا كثيرة.

Page 232