لجواز أن يكون المدعو به مشتملا على مفسدة لا يعلمها إلا الله تعالى كما ورد أن العبد ليدعو الله تعالى بالشيء حتى ترحمه الملائكة وتقول إلهي ارحم عبدك المؤمن وأجب دعوته فيقول الله تعالى كيف أرحمه من شيء به أرحمه نعم لو استوحش من حيث احتمال أن يكون السبب الذي أوجب رد دعائه بعده عن الله تعالى واستحقاقه الخيبة والحباد والطرد والإبعاد فلا حرج فإن كمال المؤمن أن يكون ماقتا لنفسه مزريا عليها حتى لو أجيبت دعوته فلا يظن أن ذلك من كرامته على الله تعالى وقربه منه بل يجوز أن يكون ذلك من بغض الله تعالى وكراهته لصوته وتؤذي الملائكة برائحته فتسأل الله تعالى أن يعجل بإجابته لتستريح منه وكذلك قد يكون سبب تأخير الإجابة من محبة الله تعالى وملائكته لصوته وتلذذهم بمناجاته فتسأل الله تعالى تأخير حاجته كما ورد في الأخبار فالمؤمن أبدا بين رجاء وخوف فإن بهما قوام الأعمال والانزجار عن المعاصي والرغبة في الطاعات
الباب الرابع في البكاء
اعلم أن البكاء بمجرده غير مناف للصبر ولا للرضا
Page 99