مصيبة فأذكر معها النار إلا صارت في عيني أصغر من التراب
فصل
ليذكر من أصيب بمصيبة أن المصائب والبلايا أنما يخص في الأغلب من الله تعالى من به مزيد عنايته وله عليه إقبال وإليه توجه وليتحقق ذلك قبل النظر في الكتاب والسنة فيمن يبتلى في دار الدنيا فإنه يجد أشد الناس بلاء أهل الخير والصلاح بعد الأنبياء والرسل والآيات الكريمة منبئة على ذلك قال الله تعالى ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون الآية وقال الله تعالى- ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين وقال الله تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا - قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا
وروى عبد الرحمن بن الحجاج قال ذكر عند أبي عبد الله (ع) البلاء وما يخص الله عز وجل به المؤمنين فقال سئل رسول الله (ص) من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال النبيون ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى المؤمن بعد ذلك على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه-
Page 123