Masirat Masrah Fi Misr
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Genres
وعلى الرغم من كل هذا الجهد، إلا أن الجمهور لم يقبل على عروض الفرقة الإقبال الذي كان موجودا أثناء وجود أحمد الشامي بها؛ مما اضطر إسكندر فرح إلى الابتعاد عن المسرح فترة بلغت ستة أشهر، تلك الفترة التي استغلها أحمد الشامي - خصوصا وأن فرقة سلامة حجازي سافرت إلى الشام - فجمع أشتات فرقة إسكندر المتوقفة، وأجر مسرح شارع عبد العزيز، وبدأ عروضه في يونية 1906، ومنها: «الشرف والغرام»، «عجائب الأقدار»، «الانتقام الدموي»، «ضحية القسم» تأليف محمود عبده، «مكايد الغرام»، «أمي قاتلتي» أو «غرام واحتيال» لطانيوس عبده، «مدهشات الانتقام» أو «شهداء المشنقة».
70
وفي نوفمبر 1906 زال الخلاف بين إسكندر والشامي، فقررا استئناف اتحادهما التمثيلي وعودة فرقة إسكندر فرح مرة أخرى، وفي ذلك الوقت قالت جريدة «مصر» في 16 / 11 / 1906:
شكل حضرة النشيط الفاضل إسكندر فرح صاحب التياترو المصري جوقا عربيا جديدا لتمثيل الروايات في مرسحه، وسيبدأ منذ الغد في تمثيل هذه الروايات، التي سيقوم بأهم أدوارها حضرة الممثل البارع الشيخ أحمد الشامي وحضرة الممثلة الوحيدة المدموازيل ماري، التي اشتهرت برخامة صوتها وحسن تمثيلها. ولا حاجة بنا إلى الإطناب على هذا الجوق، فقد حضر الجمهور لياليه وسر مما رآه حتى كان إقباله عليه عظيما.
وبالفعل بدأت الفرقة هذا الموسم بإعادة مسرحياتها القديمة مع تبديل بعض أسمائها مع عرض القليل من المسرحيات الجديدة، هذا بالإضافة إلى إدخال تجديدات أخرى في العروض، مثل دعوة بعض الأدباء لإلقاء القصائد والمحاضرات أمثال أحمد الكاشف وإمام العبد، وغناء المطربة توحيدة والمطربة التركية روزالي هانم بين الفصول، ووجود الأوركستر الموسيقي الذي وصفته جريدة «المقطم» في 10 / 1 / 1907 قائلة:
يمثل هذا المساء جوق مصر العربي في تياترو شارع عبد العزيز بإدارة حضرة إسكندر فرح، رواية «الولدين الشريدين» جديدة. ويطرب حضرة الشيخ أحمد الشامي الجمهور بصوته الرخيم في أثناء التمثيل، ويشنف الأسماع جوق الطرب المسمى الأوركسترا الوطني المؤلف من نخبة الشباب الأدباء البارعين في الضرب على الكمنجة والعود والبيانو بألحان شرقية، موقعة بالعلامات الإفرنجية، وستكون هذه الليلة من أبهج الليالي، والمنتظر إقبال الجمهور عليها.
ومن عروض الفرقة في هذه الفترة: «ابن السفاح»، «الطواف حول الأرض»، «سيفيرو توريللي»، «عداوة الأميرين»، «الولدين الشريدين»، «عدل الخليفة»، «العواطف الشريفة»، «ابنة حارس الصيد»، «عبرة الأبكار»، «غرام واحتيال».
71
وكانت آخر مسرحية جديدة مثلتها الفرقة في هذه الفترة: «الإرث المغتصب» أو «الكابورال سيمون» تعريب فؤاد سليم.
72
Unknown page