Masirat Masrah Fi Misr
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Genres
225
إعلان مسرحية «المرأة الجديدة».
ومسرحية «المرأة الجديدة» تدور أحداثها حول رجل غني كبير في السن، هو محمود بك لمعي، الذي يعيش في حرية تامة ولذة محرمة، ولا يحب القيود لدرجة أنه ترك ابنته ليلى تعيش عند عمتها حتى يتنصل من مسئوليته تجاهها، وحتى يستطيع أن يعيش بحرية مع ملذاته المحرمة. وبعد أن تموت العمة تضطر ليلى إلى العيش مع أبيها، ولكنه يتضجر من وجودها؛ لأنها تقيد حياته، فيفكر في الخلاص منها بتزويجها، ويطلب من وكيله البحث عن عريس لها. وينجح الوكيل في إيجاد نجيب الشاب المستهتر ليكون هو زوجها المرتقب. وفي أول لقاء بين نجيب وليلى نكتشف أنهما من دعاة السفور، وكل منهما يرفض الزواج والارتباط بالآخر، طالما يستطيع كل منهما أن يصادق الآخر وينفرد به دون زواج بدعوة السفور والتحرر. وهنا تحضر نعمت صديقة ليلى، ويدور بينهما حوار، نفهم منه أن نعمت هي خليلة نجيب، رغم أنها متزوجة من سامي، الذي تركته عندما اكتشفت علاقته بليلى، وهي الآن تعيش مع إبراهيم. وتتطور الأحداث ليصبح نجيب من أصدقاء الأسرة، ويذهب معهم إلى عزبة محمود بك، وتلحق به نعمت، ويلحق بها زوجها سامي الذي يعنفها على سلوكها مع نجيب، فتخبره أنها فعلت ذلك بسبب علاقته مع ليلى، ويسمع هذا الحوار نجيب، فيقرر عدم الزواج من ليلى؛ لأنها فتاة تفرط في شرفها، فيخرج غاضبا حانقا لاعنا السفور والسفوريين، وتنتهي المسرحية.
ومسرحية «ناهدشاه والمغفلين الثلاثة» كانت المسرحية الجديدة الثالثة، وبدأ تمثيلها يوم 18 / 11 / 1926، وهي من تأليف محمد عبد القدوس، وتلحين داود حسني، وتمثيل: زكي عكاشة، علية فوزي، بشارة واكيم، عمر وصفي، عبد الحليم القلعاوي، وردة ميلان، عباس فارس. وقد أعادت الفرقة تمثيلها عدة مرات في هذا الموسم.
226
ومسرحية «ناهدشاه» تدور حول اجتماع مجلس الكهنة والأمراء في بلاد الدند لاختيار السلطان الجديد، وكان المتوقع أن يكون ولي العهد هو السلطان المنتخب، ولكن المجلس عدل عن هذا الرأي لغباء ولي العهد وسوء تصرفه. وهنا يظهر الكاهن الأعظم، ليقرأ على الجميع وصية الحكيم هنكا بن تاووس، وفيها يبشر الأهالي بفتح الباب الجنوبي للعاصمة دندابارا، وأول من يدخل منه يكون هو السلطان ويتزوج الأميرة ناهدشاه، وهذا حسب الوصية المكتوبة. وبالفعل يتم فتح باب العاصمة، وفي هذه اللحظة يصل إلى الباب ثلاثة أشخاص من مصر؛ الأول: حسن، والثاني: حسون، والثالث: الشيخ حواش. والأول حضر للتجارة، والثاني حضر بحثا عن ناهدشاه حبيبته، والثالث أخذه معه حسون ليتبارك به في رحلته. ويشاء القدر أن يدخل حسن أولا، فيهلل الأهالي وينصبونه سلطانا عليهم، ويحددون لهذا التنصيب يوما محددا، ليكون أيضا يوم زفافه على ناهدشاه. وفي صباح يوم التنصيب تتعرف ناهدشاه على حبيبها حسون، وتتفق معه على خطة لإبعاد حسن عن التنصيب وعن زواجه منها. وبالفعل تقابل ناهدشاه حسن، وتخبره أن التنصيب هذا سيكون سببا لأن يأكله الأهالي حيا، وهذا حسب عوائد أهل هذه البلاد، والحل أنه يتنحى عن هذا المنصب. وهكذا يعلن حسن تنازله عن السلطنة، وبالتالي يئول التنصيب إلى من دخل المدينة من بعده، وهو حسون. وبالفعل يتم تنصيب حسون كسلطان على البلاد ويتزوج من ناهدشاه، وسط تهليل الأهالي ووسط حسرة المغفلين.
إعلان مسرحية «ناهدشاه والمغفلين الثلاثة».
وقد كتب الناقد محمد توفيق يونس كلمة عن هذه المسرحية، قال فيها: «لعل «ناهدشاه » أقوى ما أخرجه مسرح الحديقة من الروايات حتى الآن. فهي أوبراكوميك رائعة الجمال، محكمة البناء، قوية التأثير، تسير في جو بديع من الخيال الواسع، والفكاهة الرقيقة، والظرف الكثير. اجتمع في هذه الرواية كثير من عوامل النجاح، فقد ملأها المؤلف الأستاذ محمد عبد القدوس بالشخصيات الفكهة والحوادث الغريبة والأحاديث اللذيذة، فلم يمل الجمهور طول الوقت، من عامل يبعث فيه السرور والانشراح، ويحمله على الانتباه والإصغاء، حتى نهاية الفصل الأخير، دون أن يفتر اهتمامه ويقل ابتهاجه. كان ظهور هذه القطعة بعد خيبة الأمل في كثير من الروايات المؤلفة تبريرا لما ملأ قلوبنا من اليأس، وتجاوز المدى المرجو من القريحة المصرية في هذا الفن الحديث. فإن نجاح هذه الرواية ذلك النجاح الباهر طمأن القلوب على أننا لا نقل عن أبناء الغرب ذكاء ونبوغا إذا داومنا العمل وواصلنا الدرس وتركنا الغرور الأحمق والادعاء الباطل.»
227
وفي يوم 25 / 11 / 1926، بدأت الفرقة تمثيل مسرحيتها الجديدة الرابعة، وهي «بنت نابليون» أو «نابليونيت»، تأليف أندريه دي لوردوجان مارسيل، تعريب إسماعيل رشدي، ومن تمثيل: عزيزة أمير، زكي عكاشة، عمر وصفي، بشارة واكيم، محمد يوسف، عباس فارس، عبد الحليم القلعاوي، أحمد فهمي، حسن حبيب، عفيفة خوري، وردة ميلان، فكتوريا سويد، لطيفة نظمي، عائدة حسن. وقد استقبل النقاد انضمام عزيزة أمير للفرقة استقبالا حسنا،
Unknown page