3 -
: 101 وبالإسناد إلى زاهر الشحامي، قثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في آخرين، قالوا: أنا أبو الحسين الخفاف، ثنا أبو العباس السراج، ثنا أبو يحيى البزاز، ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار ويجتمعون في صلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون " أخرجه الإمام أبو عبد الله البخاري، عن أبي محمد عبد الله بن يوسف الدمشقي، نزيل تنيس، وهو ممن انفرد البخاري بالرواية عنه بلا واسطة من بين أصحاب الكتب، وعن أبي رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي البلخي البغلاني، ويقال اسمه: يحيى، وقتيبة لقب، وهو ممن اتفق الأئمة الستة، البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، على إخراج حديثه، وأخرجه الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، عن الإمام أبي زكريا يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن النيسابوري التميمي، ثلاثتهم عن الإمام أبي عبد الله مالك بن أبي أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح، عدادهم في بني تيم بن مرة من قريش، المدني إمام دار الهجرة، كان سفيان الثوري يقول: ما أشد انتقاد مالك للرجال، وكان يحيى بن سعيد القطان إذا ذكر أصحاب الزهري بدأ بمالك، وقد روى الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن مالك، وهما من شيوخه، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدا
وقال أبو حاتم الرازي: مالك بن أنس إمام أهل الحجاز نقي الرجال، نقي الحديث، وهو أنقى حديثا من الثوري والأوزاعي، وقال الشافعي رضي الله عنه: إذا جاء الأثر فمالك النجم.
واشتكى مالك أياما يسيرة، وتشهد عند موته وقال: {لله الأمر من قبل ومن بعد} [الروم: 4] ، ومات في صبيحة أربع عشرة من شهر بيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة بالمدينة، ودفن بالبقيع، وضرب الفسطاط على قبره في خلافة هارون، وكان قد قارب التسعين، ويقال: حمل به في البطن، ثلاث سنين رضي الله عنه.
وأبو الزناد، شيخ مالك، هو عبد الله بن ذكوان القرشي المدني، كنيته أبو عبد الرحمن، وأبو الزناد لقب له اشتهر به، ويقال: كان يغضب منه.
كان سفيان الثوري يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث، وقال عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان، فبين سائل عن الشعر، وبين سائل عن الحديث، وبين سائل عن معضلة.
وكان أقدم في الفتيا من ربيعة، وكان فصيحا بصيرا بالعربية، عالما عاقلا، مات فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة، وهو ابن ست وستين سنة، رحمه الله.
وشيخه الأعرج هو أبو داود عبد الرحمن بن هرمز المدني القرشي مولاهم، كان ثقة، كثير الحديث، مات بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة، رحمه الله.
Unknown page