حال الجمال
الجمال هبة إلهية، ومنحة طبيعية، فهو مشهد يلذ الناظر، ويروق الخاطر، ويستميل الجنان، ويشغل الأذهان، ويستفز التحبيب، ويستثير التشبيب. فحيثما لاح علقت الخواطر، وعشقت النواظر، وأجله ما سلم من الصناعة كليا، وكان جمالا طبيعيا، فلا ينزل التبليج منزلة البلج، ولا يقوم التزجيج مقام الزجج، ولا يحل التكحيل والتدعيج محل الكحل والدعج، ولا يظهر التوريد مظهر الورد، ولا يبرز التنهيد بروز النهد. وهذه الصفات الباهية، تغلب في البادية:
البدوية
سقى الجانب الشرقي من حلب الشبها
غمام حمى من شهب ذاك الحمى الشهبا
وحيا الحيا تلك الربوع وجادها
فلا وجدت جدبا ولا عدمت خصبا
ولا برحت تلك المروج زبرجدا
ولا زال ذياك الندى لؤلؤا رطبا
هناك من الأعراب لي بدوية
Unknown page