( قوله والكبر): بكسر الكاف وسكون المعجمة هو رد الحق ودفعه واحتقار الناس وازدراؤهم وهو من أعظم الكبائر لقوله تعالى ((سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق))([15]) ((واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد))([16]) ((كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار))([17])((إنه لا يحب المستكبرين))([18]) ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين))([19]) أي صاغرين والآيات في ذم الكبر كثيرة وفي الحديث ((اجتنبوا الكبر فإن العبد لا يزال يتكبر حتى يقول الله تعالى اكتبوا عبدي هذا في الجبارين)) وفي حديث حسنه الترمذي ((لا يزال العبد يذهب بنفسه أي يرتفع ويتكبر حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم)) وفي الحديث الرباني يقول الله تعالى ((الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منها قذفته في النار)) وعبر بالرداء والإزار هنا عن الخصوصية أي الكبرياء والعظمة مختصان بي ليس لأحد أن ينازعني في شيء منهما كما يختص الواحد منكم بردائه وإزاره فلا ينازعه فيهما منازع وفي حديث النسائي والترمذي ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال)).
وفي حديث مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر وفي حديث مسلم ((أن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرا لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قيل إن الرجل يجب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحب وغمط الناس)).
Page 326