( قوله وبالنفاق الثاني منهما وسم) أي سمي كفر النعمة وهو القسم الثاني من قسمي الكفر بالنفاق يعني أن الكافر كفر نعمة يسمى منافقا لقوله صلى الله عليه وسلم ((آية النافق ثلاث إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب وإذا ائتمن خان))([1])
(واعلم): أن النفاق عندنا نوعان (أحدهما): التكذيب بالقلب مع الإيمان باللسان وهذا النوع هو الذي نزل في أهله القرآن كقوله تعالى ((إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار))([2]).
(وثانيهما): هو ارتكاب شيء من الكبائر كما يرشد إليه الحديث فالمنافق يطلق على من كذب بقلبه وآمن بلسانه وعلى من ارتكب شيئا من الكبائر.
(قوله وامنعه في الأول حتما) أي وامنع اسم النفاق في القسم الأول وهو الشرك منعا وجوبا أي لا يسمى الشرك نفاقا ولا المشرك منافقا.
(واعلم): أن الأسماء على صنفين صنف منها مختص بأهل الطاعة الموفين بدين الله وهي مؤمن ومسلم ومهتدي ومتقي وطائع وصالح وصنف مختص بأهل الكبائر وهذا أيضا نوعان يطلق على أهل الكبائر كلهم وهي ضال وظالم وفاسق وفاجر وعاص وكافر والنوع الثاني مختص فلا يطلق إلا على أهل صفة مخصوصة كالمشرك فإنه لا يطلق إلا على صاحب الشرك كالنافق فإنه لا يطلق إلا على صاحب النفاق، وكالسارق فإنه لا يطلق إلا على صاحب السرقة وهكذا.
Page 287