275

Mashariq

مشارق أنوار العقول

Genres

1078 - حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره ولفظه (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).

ورواه النسائي في الصلاة 8 والترمذي في الإيمان 9 ورواه ابن ماجة في الفتن 23، وأحمد ابن حنبل في المسند 5: 346، 355، (حلبي).

أقسام الكفر

(والكفر قسمان جحود ونعم=

وبالنفاق الثاني منهما وسم)

(وامنعه في الأول حتما وهو ما=

لرد تنزيل ومرسل نما)

(قوله والكفر قسمان) ترجم هنالك عن انقسام الكبائر إلى كفر جحود وكفر نعمة وعبارته هنا تقتضي انقسام الكفر إلى كفر جحود وكفر نعمة وجوابه أن الكبائر هي الكفر لا غير ففي عبارته تفنن.

(قوله جحود) أي كفر جحود والمراد به هاهنا مطلق النفي سواء كان نفيا للصانع ككفر من جحد وجود الصانع المختار أو نفيا لوحدانيته ككفر من عبد مع الله غيره أو نفيا لصفاته ككفر من وصف الله عز وجل بشيء من صفات غيره أو أنكر شيئا من كمالاته أو أنكر شيئا من أفعاله الثابتة بالبرهان القاطع كبعث الرسل وإنزال الكتب فلا يرد على المصنف أن عبارته غير شاملة إلا لكفر الجحود ويفوته كفر المساواة على أن الأئمة قسموا الشرك إلى جحود ومساواة فشرك الجحود هو جحدانية الصانع المختار وكفر المساواة هو أن يصف الصانع بصفات المصنوع أو يصف المصنوع بالصفات المختصة بالصانع ولنا في غاية المراد:

والشرك لا بد من أن تعرفنه لكي =

تكون في مقعد عن غيه اعتزلا

وهو المساواة بين الله جل وبين=

الخلق أو جحده سبحانه وعلا

(تنبيه) ما كان من ألفاظ الصفات يوصف به الصانع المختار والمصنوع كعليم، وقدير، وسميع، وبصير، فمعناها في حق الصانع غير معناها في جانب المصنوع على أن المراد بالصفات معانيها لا ألفاظها فلا يشكل عليك.

Page 285