وقد اختلف فقيل توصل صحف الأيام والليالي وقيل ينسخ م في جميعها في صحيفة واحدة إلى أن قال: وظواهر الآيات والأحاديث شاهدة بعمومه لجميع الأمم نعم الأنبياء لا يأخذون صحفا وكذا الملائكة لعصمتهم، ومن يدخل الجنة بغير حساب، وقد ورد أن الريح تطيرها من خزانة تحت العرش فلا تخطي صحيفة عنق صاحبها، وورد أيضا أن كل أحد يدعى فيعطى كتابه، فحصل التعارض بين الروايتين وجمع بينهما أن الريح تطيرها أولا من الخزانة فتتعلق كل صحيفة بعمل صاحبها، ثم تناديهم الملائكة فتأخذها من أعناقهم وتعطيها لهم في أيديهم والمؤمن المطيع يأخذ كتابه بيمينه، والكافر يأخذه بشماله، من وراء ظهره ا. ه كلامه بتصرف وجميع ما فيه محتمل للحق لكن لا يجب الإيمان به في حقنا تفصيلا هكذا، فإنها وإن كانت فيه أحاديث فهي أحادية لا تواترية، نعم يجب الإيمان بأن المؤمن يؤتى كتابه بيمينه وأن الفاسق يؤتى كتابه بشماله أو من وراء ظهره، لأنه ثبت بنص الكتاب. (قوله والحوض حق) أي إعطاء الحوض لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في الآخرة حق وردت به الأحاديث المتواترة قال بعضهم أقول: وقد تلقتها الأمة بالقبول قال ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ((حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك وكيزانه أكثر من نجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا))([6]).
Page 111