167

Mashariq Anwar

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

ابن أبي طالب. قال: لما أتيت إلى العرش وانتهيت إليه؛ وجدت مكتوبا على قائمة لا إله إلا أنا وحدي محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره ونصرته. فقلت: يا جبريل ومن وزيري؟ فقال:

علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: ولما انتهيت إلى سدرة المنتهى؛ وجدت عليها مكتوبا أنا الله لا إله إلا أنا وحدي محمد صفوتي من خلقي أيدته بوزيره علي ونصرته به (1)؛ ألا وإنه قد سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به؛ مما أتى قد نحلته ونحلته أربعة أشياء لا يفصح عن عقدها (2).

فصل

وأنا أقول على فقري وإملاقي: يا آل الرسول صلوات الله عليكم وسلامه منا إليكم كلما تسنمت بعود الورق، وسجمت دموع الورق، لقد آتاكم الله من فضله ما لم يؤت أحدا من خلقه؛ طأطأ كل شريف رأسه لشرفكم وذل كل عزيز لعزتكم؛ وأشرقت الأرض بنوركم؛ وفاز العارفون بحبكم؛ فأنتم ينابيع النعم؛ ومصابيح الظلم؛ ومفاتيح الكرم؛ ولو لا كم لم يخرج الوجود من العدم؛ فقلت:

يا آل طه أنتم أملي

وعليكم في البعث متكلي

بولاكم وبطيب مدحكم

أرجو الرضا والعفو عن زللي

رجب المحدث عبد عبدكم

الحافظ البرسي لم يزل

لا يخشى في بعثه زللا

إذ سيداه محمد وعلي

وإن الذي خرج إلى الملائكة من معرفتكم قليل من كثير؛ وكيف يعرفكم الناس مع جلالة قدركم؟ وأنتم النور الذي بهر عيون العقول؛ فحنأت (3) عن إدراك مجدكم؛ وكيف تدرك عين الشمس أبصار الخفافيش؟ ومعذور من أنكر غامض سركم؛ وخفي أمركم؛ وباهر نوركم ؛ لأن الناظر في صحائف مجدكم، حجبهم النظر إلى الظاهر عن إدراك السرائر؛ وصدهم عن المعنى الشاهد زخرف الشاهد، فطوفوا بقصور المغنى؛ قصورا عن المعنى فكانوا كما قيل:

Page 183