290

============================================================

الا العبار ودوس(1) الدواب، فقلت: ها أنا أبو قدامة، قال: يا عم صدقت الرؤيا الارب الكعبة، أنا ابن صاحبة الشكال، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين ايه، ومسحت التراب والدم عن محاسنه، وقلت: يا حبيبي لا تنس عمك أابا قدامة اجعله في شفاعتك يوم القيامة، فقال: مثلك لا / ينسى، تسح [1/47] اوجهي بثوبك؟ ثوبي آحق به من ثوبك، دعه يا عم حتى آلقى الله تعالى به، عم هذه الحور التي وصفتها لك قائمة على رأسي، تنتظر خروج روحي، الو قول لي: عجل فأنا مشتاقة إليك.

ال بالله يا عم إن ردك الله سالما، فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلى الحزينة، وتسلمها إليها، لتعلم أني لم أضيع وصيتها، ولم أجبن عند لقاء المشركين، واقرأ مني السلام عليها، وقل لها: إن الله قد قبل الهدية التي أهديتها، ولي يا عم أخت صغيرة، لها من العمر عشر سنين، كنت كلما ال خلت استقبلتني تسلم علي، وإذا خرجت تكون اخر من يودعني، وإنها ودعتني ال عند خرجي هذا، وقالت لي: بالله يا أخي لا تبطىء عنا، فإذا لقيتها فاقرأ عليها ال ني السلام، وقل لها: يقول لك أخوك: الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة، ثم اا سم وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده، وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، تم خرجت روحه، فكفناه في تيابه، وواريناه رضي الله عنه وعنا به.

الاقال أبو قدامة: فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة، لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله، وهي قائمة بالباب، الاو كل من مر بها تقول: ياعم من آين جئت؟ فيقول: من الغزاة، فتقول: أما الرجع معكم أخي؟ فيقولون: لا نعرفه، فلما سمعتها تقدمت إليها، فقالت لي: عم من أين جئت؟ قلت: من الغزو، قالت: أما رجع معكم آخي، ثم بكت لوقالت: ما بالي أرى الناس يرجعون، وأخي لم يرجع، فغلبتني العبرة، ثم تجلدت خشية على الجارية.

(1) الدوس: الوطأ بالرجل. القاموس المحيط: 217/2، ط3.

289

Page 290