============================================================
فايه خالدون، وإن كانت الصحبة لغير الله، فالفراق الفراق، قبل أن يحشر الرفاق امع الرفاق لأن المرء في الآخرة مع محبوبه، لمشاركته إياه في مطلوبه، فإن كان الامن الأتقياء نفعه أخاه، وإن كان من الأشقياء، ضره وأراده، مع ما يتوقع في هذه الدار من الأقرباء والأصدقاء من الجفاع، والصد وقلة الوفاع، وكثرة الكدر ال ا عدم الصفاء وتغيرهم لديك، وتلونهم عليك وإساءتهم إليك، وهجرهم اياك عند فوات الأغراض، وما تجنه قلوبهم من العلل والأمراض، إن وقعت في شدة تخلوا عنك، أو واقعت زلة تبرؤوا منك، إخوان السراء وأعداء الضراء، صداقتهم مقرونة بالغنا وصحبتهم مشحونة بالعناء إن قل مالك ملوك وإن حال حالك، فم(1) أخوك أخوك (وإن شككت في شيء من هذا البيان، فسيظهر [1/13] الك يقينا عند الامتحان، وإن ظفرت يدك منهم، باخ من إخوان الصفا!
الاواين ذاك أو خل من خلان الوفا، وما أراك فأنتما غدا كما قال أصدق القائلين ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين(2).
الاولا يقعدك يا هذا عن الجهاد حبيب أو قريب، فربا افترقتما قبل المغيب، فاتك الثواب العظيم، وبان عنك الصديق الحميم، وحرمت ماترومه من الدرجات، وندمت فلم يغنك الندم على ما فات.
5- وفي الحديت: إن جبريل عليه السلام قال للنبي يا محمد إن الله )ت: هذه تيمية لا عمل فا (2) سورة الحجر: اية 47.
5- أخرجه البيهقي في شعب الايمان من طريق أبي داود الطيالسي عن جابر رضي الله عنه ال لفظ: "يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من أحببت فإنك مفارقه واعمل الا ماشئت فإنك ملاقيه". وقال: وروى ذلك من حديث أهل البيت، انتهى، ل: 3373 الا فيه الحسن بن ابي جعفر، قال الحافظ في التقريب: ضعيف الحديث مع عبادته ال و فضله، وروى البيهقتي شاهدا من طريق زافر بن سليمان عن محمد بن عيينة عن اابي حازه عن سعد بن سعد الساعدى قال: جاء جبريل إلى النبي ج فقال: "يا محمد". الحديث. وزاد في اخر الخديث: "فاعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس: 121
Page 122