Masaric Cushshaq
مصارع العشاق
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
علي بن صالح والقينة
ذكر أبو عمر بن حيويه في ما نقلته من خطه قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا الحسين بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد العبدي قال: حدثني سليمان بن علي الهاشمي أن علي بن صالح بن داود ذكر عن جارية من القيان أنها تميل إليه محبةً وكلفًا، وكانت موصوفةً بالأدب شاعرةً، فكره مراسلتها، فحضر يومًا عند بعض أهل البصرة، وكانت عنده، فلما رأت علي بن صالح قالت: طاب عيشنا في يومنا هذا، فلم يلتفت إليها وأطرقت هي أيضًا فلم تنظر إليه، ثم دعت بداوة فكتبت على منديل، كان معها، ثم غافلت أهل المجلس، فألقت إليه المنديل، فأخذه فإذا فيه:
لَعَلّ الذي يَبْلُو بحُبّكَ يَا فَتىً، ... يَرُدّكَ لي يَوْمًا إلى أحسَنِ العَهدِ.
قال: فما هو إلا أن قرأت الشعر حتى وجدت في قلبي من أمرها مثل النار، وقمت فانصرفت خوفًا من الفضيحة، ثم لم أزل أعمل الحيلة في ابتياعها من حيث لا تعلم، فعسر ذلك علي، فعرفتها الخبر، وما عزمت عليه من ابتياعها، فأعانتني على ذلك حتى ملكتها، فلم أوثر عليها أحدًا من حرمي، ولا أهلي، ولا كان عندي شيء يعدلها، فتوفيت، فأنا لا عيش لي بعدها، ولا سرور. فوالله ما لبث بعد هذا الكلام إلا أيامًا يسيرة حتى مات أسفًا وكمدًا، فدفن إلى جنبها.
ريقته مدام
ولي من قصيدة أولها:
قِفي أُخْبِرْكِ مَا صَنَعَ الغَرَامُ، ... عَشِيّةَ قُوِّضَتْ تِلكَ الخِيَامُ.
لَقَدْ فَتَكَ الهَوَى بي يَوْمَ سَارُوا، ... وَلَوْ لم يُؤثِرُوا قَتْلي أَقَامُوا.
1 / 288