Masaric Cushshaq
مصارع العشاق
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
وعلى أبيها، فلم تزل تتعبد حتى ماتت. فكان الفتى يأتي قبرها كل ليلة، فيدعوه لها ويستغفر وينصرف. فأخبرنا أنه رآها في المنام فقال لها: فلانة؟ قالت: نعم، ثم قالت:
نعم المحبة، يا سؤلي، محبتكم، ... حب يجر إلى خير
إلى نَعيمٍ وعَيشٍ لا زَوَالَ لَه، ... في جنّة الخلدِ خلدٍ ليسَ بالفاني.
قال: فقلت لها: أيتها الحبيبة، أفتذكرينني هناظ؟ قال: فقالت: والله إني لأتمناك على مولاي ومولاك، فأعني على نفسك بطاعته، فلعله يجمع بيني وبينك في داره، ثم ولت، فقتل لها: متى أراك؟ قلت: تراني قريبًا إن شاء الله. قال: فلم يلبث الفتى بعد هذه الرؤيا إلا قليلًا حتى مات فدفن إلى جانبها.
صخر بن الشريد وزوجته
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الحازري بقراءتي عليه قال: حدثنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا الأصمعي قال: التقى صخر بن عمرو بن الشريد السلمي ورجل من بني أسد، فطعن الرجل صخرًا، فقيل لصخر: كيف طعنك؟ قال: كان رمحه أطول من رمحي بأنبوب، فضمن صخر منها، وطال مرضه، وكانت أمه إذا سئلت عنه، قالت: نحن بخير ما رأينا سواده بيننا، وكانت امرأته، إذا سئلت عنه، قالت: لا هو حي فيرجى، ولا ميت فينعى، فقال صخر:
أرَى أُمَّ صَخْرٍ لا تَمَلّ عِيادتي، ... ومَلّتْ سُلَيمى مضْجَعي ومكاني.
1 / 161