ولو أن شبيبا لم يمت غرقا ولو أنه كان من أنصار الخليفة لكان للتاريخ شأن آخر - في كلتا الحالتين - وإن كان في إحداهما يناقض الأخرى مناقضة تامة. •••
ولقد نعي شبيب لأمه فلم تصدق، وكانوا يقولون لها «قتل شبيب» فلا تقبل.
فلما قيل لها: إنه غرق صدقت كلامهم وقالت: «أما الآن فقد صدقت ما تقولون.»
ثم قصت عليهم حلما كانت رأته حين ولدته، فقد رأت أنه خرج قبيلها شهاب نار ثاقب ما زال حتى بلغ السماء وبلغ الآفاق كلها.
قالت أم شبيب: «فبينما هو كذلك إذ وقع في ماء كثير حار فخبا.»
7
فإذا صحت هذه الرواية فإن هذه الرؤيا تعد من أصدق الأحلام، وربما كانت من أسباب هذا الإقدام العجيب الذي عرفناه من شبيب في الحروب وتلك الثقة المدهشة التي امتلأ بها قلبه، وربما كانت هذه الرؤيا أيضا سببا في استسلامه للموت غرقا، ذلك الاستسلام الذي نراه في قوله حين صاح به أحد أتباعه، وهو يغرق: «أغرقا يا أمير المؤمنين؟»
فقال شبيب مستسلما: «ذلك تقدير العزيز العليم!»
وهكذا طويت صفحة خالدة من صفحات البطولة والإقدام، وانتهت حياة طالما هزئت بالموت وروعت الجيوش ودوخت الأبطال. (3) مصرع قطري بن الفجاءة
كيف صرع
Unknown page