6
وهكذا تمت هزيمة الجيش، وانتصر شبيب وأصحابه أبهر انتصار. (2-12) خروج شبيب إلى الكوفة
وكأن شبيبا لم يكتف بما أحرزه من انتصارات باهرة فتطلعت نفسه إلى الفوز الأكبر والاستيلاء على الكوفة نفسها، فسار شبيب حتى قطع الجسر وعسكر دونه إلى الكوفة. (2-13) الحجاج يشاور أصحابه
قال شاهد عيان: لما فض شبيب كتائب الحجاج أذن لنا فدخلنا عليه في مجلسه الذي يبيت فيه - وهو على سرير وعليه لحاف - فقال: «إني دعوتكم لأمر فيه أمان ونظر، فأشيروا علي، إن هذا الرجل قد تبحبح بحبوحتكم ودخل حريمكم وقتل مقاتلكم فأشيروا علي.»
فأطرقوا، وفصل رجل من الصف بكرسيه فقال: «إن أذن لي الأمير تكلمت.»
فقال: «تكلم.»
فقال: «إن الأمير - والله - ما راقب الله قط، ولا حفظ أمير المؤمنين، ولا نصح للرعية.»
ثم جلس بكرسيه في الصف - وإذا هو قتيبة - فغضب الحجاج وألقى اللحاف ودلى قدميه من السرير - كأني أنظر إليهما - فقال: «من المتكلم؟»
فخرج قتيبة بكرسيه من الصف فأعاد الكلام، قال الحجاج: «فكيف ذلك؟»
فقال: «تبعث الرجل الشريف، وتبعث معه رعاعا من الناس فينهزمون عنه، ويستحيي فيقاتل حتى يقتل.»
Unknown page