وإذا كان من الممكن أن نصف خرائط الإصطخرى وفقا للموضوعات الجغرافية التى تخدمها هذه الخرائط، فإننا نجد أنه قد بدأ بخريطة عامة للمعمور فى مستهل كتابه، وهى صورة للأرض مستديرة.. أما خرائط العالم الإسلامى الإقليمية فقد جاءت فى مستهل تناوله لكل إقليم، وقد أجاد الإصطخرى فى بعضها- على نحو ما أشاد بذلك ابن حوقل- خاصة تلك التى تتعلق بموطنه الأصلى، أو تلك التى اختصت بأقاليم زارها على نحو ما نجد فى صورة ما وراء النهر، التى توجد فى نسخة كتاب الإصطخرى المحفوظة فى خزانة مدينة هامبورج.
كذلك هناك من خرائط كتاب الإصطخرى ما يتناول بالتفصيل الظاهرات الطبيعية والبشرية على نحو ما هو متحقق فى خرائط بحر فارس وبحر الروم وبحر الخزر، وكذلك المفازة بين فارس وخراسان.
والخلاصة: أن الإصطخرى قد أدخل مفاهيم جديدة لعلم الخرائط عند الجغرافيين المسلمين، بجعله الخريطة أساسا للبحث الجغرافى، وهو اتجاه قد زاد من بعده عمقا وأصالة بما قدمه ابن حوقل والمقدسى، بحيث أصبح هذا الاتجاه مميزا للمدرسة الجغرافية الإسلامية المجددة فى رسم الخرائط.
ولما كانت صورة الإقليم لا يمكن أن تستوعب كل ما يريد المؤلف أن يذكره عن هذا الإقليم، فقد جاءت المادة الجغرافية التالية للصورة شارحة لها وكذلك لذكر التفاصيل، ومن هنا تاتى قيمة ما قدمه الإصطخرى ومن جاء بعده فى مجال جغرافية البلدان أو المسالك والممالك أو الجغرافية الإقليمية فى وقتنا الحاضر.
أما عن منهج الإصطخرى فى تناول جغرافية أقاليم مملكة الإسلام فقد حدده بأمور بعينها، أهمها:
€
المقدمة / 20