ولكن مالكولم فعل ما لم يفعله روتشيلد، واستيقظ زعماء اليهود الفرنسيين ذات صباح وفتحوا أعينهم على نبأ منشور في جريدة «الطان» جاء فيه أن مسيو بيشون - وزير الخارجية الفرنسية - استقبل مسيو سوكولوف واستبقاه لتناول طعام الغداء على مائدته، وأن مسيو سيلفان ليفي ومسيو جاك بيجار الزعيمين اليهوديين سألا مسيو سوكولوف ليتأكدا من النبأ، فلما جاءهما التأييد ختما المحادثة بدعوة سوكولوف إلى مائدتيهما.
ومكث سوكولوف وصحبه طول الشهر في باريس، وفي النهاية تغلبوا على اعتراض الحكومة الفرنسية بالتلويح بموقف أمريكا من الحلفاء. وقد كتبت مسز داجديل قائلة: «أبرق مسيو سوكولوف بالنتيجة من باريس يوم 24 أبريل سنة 1917م إلى صهيونيي أمريكا، وقد جاء فيها أن وزارة الخارجية الفرنسية وافقت على أن انتصار الحلفاء في الشرق الأوسط يعني الاعتراف بالصهيونية السياسية.»
أما في إيطاليا فإن مسيو سوكولوف وصل إلى ما كان يبتغيه رغم أنه لم يحصل على تصريح رسمي بذلك. وهكذا تم للصهيونية على الأقل تعديل اتفاق سايكس-بيكون السري فيما يتصل بوضع فلسطين تحت حماية دولية، وهو الأمر الذي جاء في مذكرة سير إدوارد جراي إلى وزير الخارجية الروسية: إنه يلقى معارضة كبيرة من غالبية اليهود في العالم.
مقدمات تصريح بلفور
دخلت الولايات المتحدة الحرب وصدر تصريح «بريطاني» شبه رسمي بأغراض الحرب في الشرق الأوسط متضمنا خمس مواد خاصة بإعادة اليهود إلى فلسطين طبقا لأمانيهم القومية:
أولا:
أساس الاستعمار: الاعتراف بفلسطين كوطن قومي لليهود.
ثانيا:
مركز السكان اليهود في فلسطين على العموم:
للسكان الحاليين ومن سيأتون في المستقبل أن يتمتعوا ويمتلكوا في جميع أنحاء فلسطين الحقوق المدنية والقومية والسياسية الكاملة.
Unknown page