الكتاب، بتشديد التاء - وبالعبرية سوفريم من «سفر»، بضم الفاء - بمعنى حسب وأمان، ومنه السفر بمعنى الكتاب، وهم ليسوا فرقة، وإنما أهل فقه وتعليم ونسخ وتوراة وحفظ. (12) الفريسيون والربانون والتلموديون
الفريسيون - وبالعبرية فروسيم - هم الربانون أنفسهم.
وللكلمة معنيان: أولهما الاعتزال؛ أي إن الفريسيين قد اعتزلوا الأسييم والصدوقيين؛ ذلك أن الفريسيين حافظوا على التوراة والتلمود، وتشددوا في أمر الطهارة والنظافة والأطعمة، غير مستهينين بأمر الحياة. أما ثاني المعنيين فهو العمل بالتفسير؛ أي بالمشنا، والتوفيق بينه وبين التوراة.
هذا؛ ويقال للربانين: ربانيون وربيون، وهم من عدا القرائين. وبالعبرية ربانيم جمع ربان بمعنى الإمام الخبير الفقيه. وفي العربية الرباني: وهو العالم. أما ربيون فنسبة إلى الرب؛ أي السيد العالم. وقد ورد في سورة المائدة في القرآن الكريم:
إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء .
جاء في صفحة 385 من الجزء 11 من صبح الأعشى للقلقشندي: «أما جماعة الربانين فهم الشعب الأكبر والحزب الأكثر ...»
هذا؛ ولا يتقيد الرباني بحرفية التوراة، بل يأخذ بتفسيرها الوارد في المشنا والتلمود. أما التلموديون فهم اسم آخر للربانين نسبة إلى التلمود. (13) القراءون
القراءون هم من يقتصرون على المقرا بمعنى المقرأ؛ أي ما يقرأ فيه، وهو التوراة دون المشنا أو بالعبرية المشنة، وهو كتاب عبري فقهي بمنزلة التفسير للتوراة، يشتمل على سنة نبوية متواترة أوحي بها إلى موسى في سينا في أثناء المدة التي قضاها كما أوحت إليه التوراة. غير أن الله أمره بأن لا يكتبه وإنما يبلغه شفها، فالمشنة عند الربانين هي التوراة الشفوية أو الثانية. فإن شنه بالعبرية تقابل ثنى في العربية، فالمشنا يضارعها المثنى. جاء في معجم الفيروزآبادي: «والمثنى ما استكتب من غير كتاب الله أو كتاب فيه أخبار بني إسرائيل بعد موسى أحلوا فيه وحرموا ما شاءوا.»
والمشنة في ستة أسفار لكل منها مباحثه: (1) الزراعة و(2) الأعياد و(3) النساء و(4) إرش الجنايات أو ضمان الضرر و(5) الوقف و(6) الطهارة.
وبينما ينكر القراءون المشنا، يعتقد الربانون أنها سماوية كالتوراة، ويتقيدون بما وضعه علماء التلمود للمشنا من الترجيح والشرح والتفسير، وهو الجمرا.
Unknown page