عصبة الأمم ووظيفتها
أثارت الحرب المحتملة بين الحبشة وإيطاليا البحث فيما على جمعية الأمم أن تفعله.
وعصبة الأمم هي جمعية دولية سياسية عامة تقرر تأليفها عقب شروط الدكتور ولسون لعقد الهدنة في 11 نوفمبر سنة 1918، وبمقتضى معاهدة فرساي التي أبرمت سنة 1919 بين الحلفاء وألمانيا، على أن تكون الجمعية لدول العالم جميعا، وأن يكون للدول ممثلون فيها، وأن تكون أداة للسلام ومنع الحروب والتعاون الدولي بأنواعه، ومركزها جنيف بسويسرا، ولغتها الرسمية الإنجليزية والفرنسية فقط.
ولجمعية الأمم دستور أو ميثاق ينقسم إلى ثلاثة أقسام: (1) مادة 1-7 تعالج موضوع التنظيم العالمي. (2) مادة 8-17 تعالج موضوع السلام العالمي. (3) مادة 18-26 تعالج موضوع التعاون العالمي.
وبمقتضى القسم الأول قسمت الدول المستقلة إلى ثلاثة أقسام: (1) الدول الموقعة لمعاهدات الصلح المنطبقة على دستور الجمعية. (2) ثلاث عشرة أمة طلب إليها الانضمام بغير قيد ولا شرط. (3) بقية الدول والمستعمرات؛ ومن الدول: ألمانيا وحلفاؤها النمسا وتركيا والبلغار، ومن المستعمرات: الهند وأستراليا والبلاد التي تحت الانتداب والحماية.
وللمندرجات تحت هذا القسم الثالث الانتظام في عضوية الجمعية إذا نالت كل منها ثلثي أصوات الجمعية العمومية، وقد انتظمت النمسا ثم تركيا وألمانيا ثم روسيا، وقد انسحبت اليابان وألمانيا من جمعية الأمم.
وقد رفض مجلس الشيوخ الأميركي عند تأسيس الجمعية - وإلى الآن - الانتظام في الجمعية، وينتظر انسحاب إيطاليا منها، والعصبة تجتاز أزمة كبيرة، وأكبر نفوذ فيها لبريطانيا ثم لفرنسا.
وللجمعية جمعية عمومية ومجلس، ولكل دولة في الجمعية صوت مساو لعضو آخر، أما المجلس فيضم الدول الكبرى وأعضاء محدودي العدد يمثلون الدول الأخرى جميعا، ولا بد في كل قرار في الجمعية العمومية أو في المجلس من إجماع أعضاء كل منهما، وملحق بالجمعية مكتب العمل الدولي. وللجمعية لجان كثيرة، ويمكن أن يقال أن الجمعية قد أخفقت في مهمتها الأصلية وهي صون السلام، وأنه ليس لها قوة تنفيذية في ذاتها، بالرغم من فوائد كثيرة قامت بها لمصلحة الإنسانية ولمنع منازعات صغيرة. (1) الحروب التعسفية والعقوبات
أثار النزاع القائم بين الحبشة وإيطاليا مسألة العقوبات التي يجوز لعصبة الأمم فرضها على إيطاليا إذا عمدت إلى تحقيق ما أعلنته وهددت به من غزو الحبشة بالقوة وأنف عصبة الأمم راغم، وقد بحث رجال القانون في هذه المسألة.
وقد قرأنا بحثا لحضرة الأستاذ الدكتور محمد توفيق يونس في صدد «الحروب غير المشروعة والعقوبات» المقررة ضد الدولة المعتدية، فقال:
Unknown page