وفي أيامهم جاءت الفرنج إلى بلبيس (١)، وغُلبوا من الفرنج؛ فإنهم منافقون، وأعانوهم النصارى والله لا ينصر المنافقين، الذين هم يوالون النصارى، فبعثوا إلى نور الدين يطلبون النجدة، فأمدهم بأسد الدين (٢) وابن أخيه صلاح الدين. فلما جاءت الغُزّى (٣) المجاهدون إلى ديار مصر، قامت الرافضة مع النصارى، فطلبوا قتال الغزّاة المجاهدين المسلمين، وجرت فصولٌ (٤) يعرفها الناس، حتى قتل صلاح الدين مقدّمهم شاور (٥) .
_________
= الجهاد فله فيه اليد البيضاء) النبلاء ٢١/٢٧٨، شفاء القلوب ص ٢٣ وما بعدها، وانظر سيرته المسماة (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية) لابن شداد ومفرج الكروب في أخبار بني أيوب لابن واصل، والنجوم الزاهرة ٦/٣-٥.
(١) بلْبيس: ببائين وسكون اللام والياء، والعامة الآن تكسر الباء الأولى: بلدة بمصر في محافظة الشرقية، شرق القاهرة بخمسة وثلاثين كيلًا، على فرع من النيل يسمى الإسماعيلية. انظر المراصد ١/٢١٦.
(٢) هو عم صلاح الدين واسمه: أسد الدين شيركوه بن شادى بن مروان، فاتح الديار المصرية، ومرعب الفرنجة النصارى لقب بالملك المنصور لما قتل شاور، كان من كبار القواد مات فجأة سنة ٥٦٤ هـ رحم الله الجميع، انظر النبلاء ٢٠/٥٨٧ وحسن المحاظرة ٢/٢٣، تاريخ دمشق لابن عساكر ٥٨/٣٦، النجوم الزاهرة ٥/٣٦٧، شفاء القلوب ص ٢٥.
(٣) جمع غازي انظر مادة غزا من القاموس وشرحه.
(٤) من هذا ما كان من شأن مؤتمن خلافة العبيدين اسمه الطواشي وكان حبشيًا حيث كاتب النصارى الفرنج في القدوم إلى الديار المصرية وإخراج جيوش صلاح الدين وعمه أسد الدين ومناهم حيث أرسل بهذا الكتاب مع رجل، لكنه وقع بيد صلاح الدين، فتربص بالطواشي حتى قتله. وثار لمقتله ما يقرب من خمسين ألفًا من الأحباش وغيرهم مما كان على طويته فاقتتلوا بين القصرين مع جيوش صلاح الدين حتى كانت الدائرة عليهم في آخر الأمر. وانظرها في تاريخ البداية والنهاية ١٢/ ٢٧٧ وانظر ٣٠٧-٣٠٩.
(٥) هو أبو شجاع شاور بن مجبر أحد القواد في إمارة العاضد العبيدي على مصر - وهو آخر خلفاء العبيديين بها - لجأ إلى نور الدين زنكي بالشام ثم غدر به واستعان بالنصارى للاستيلاء على مصر. قبض عليه صلاح الدين، وقتله في ولاية عمه أسد الدين شيركوه على مصر سنة ٥٦٤هـ. البداية والنهاية ٢ ١/ ٧٨ ٢، النبلاء ٠ ٢/ ٥١٤، حسن المحاظرة ٢/ ٢٥١، وفيات الأعيان ٢/ ٤٣٩. تاريخ ابن خلدون ٥/٢٤٦.
1 / 117