الفقرة الثانية: ثبوت سماع المقبور لقرع نعال مشيّعيه:
ذكر ﵀ (ص ١٨٨) فتنة القبر ومساءلة المقبور في معرض إثبات سماع المقبور بعد دفنه مباشرة قرع نعال مشيّعيه، قال: "وهذا لم نقله من جهة قياس ولا إعمال نظر، وإنّما قلناه اتّباعًا للآثار المتواترات المنقولة على ألسنة الجماعات الثقات الذين تناءت أوطانهم وبعدت ديارهم، واختلفت أهواؤهم، كلّهم ينقل في فتنة القبر آثارًا صحيحة من جهة النقل، لا يدفعها إلاّ مبتدع رادّ للسُّنّة".
الفقرة الثالثة: السؤال في القبر:
ذهب ﵀ (ص ١٩٢) إلى أنّ الكفّار والجاحدين يساءلون في القبر كالمسلمين والمنافقين، فقال ﵀: "وقد أخبر ﷺ أنّ المنافق هو في الدرك الأسفل من النار، يساءل عن ذلك - أي: عن ربّه ونبيّه ودينه - فغير نكير أن يساءل عن ذلك أو بعضه أو ما يشبهه من جحد بآيات الله واستمعتها نفسه من كفّار قريش وغيرهم، وقد ثبت عن النبيّ ﷺ أنّ اليهود تعذّب في قبورها، وسائر الكفّار في القياس مثلهم".
الفقرة الرابعة: التسليم لما جاء به الرسول ﷺ -:
ذكر ﵀ (ص ١٩٤) معنى حديث أهل القليب ووجه مخاطبة النبيّ ﷺ لهم، ثمّ قال: "ويمكن أن يكون معناه ما لا ندركه نحن، ولم نؤت من نوع هذا العلم إلاّ قليلاَ على إبانة من الله ﷿، فإنّ ما صحّ عن رسول الله ﷺ لا تُضْرَب له الأمثال، ولا يدخل عليه المقاييس، فلا يؤمن عبد يجد حرجًا في نفسه من قضاء رسول الله ﷺ، فهو العالم بمراد الله ﷿ وبه علمنا ما علمنا".
1 / 73