المبحث السادس مصنّفات الحافظ ابن عبد البرّ وآثاره
" كان - ابن عبد البرّ - موفّقًا في التأليف معانًا عليه" (١)، "فجمع وصنّف، وضعّف ووثّق، وسارت بتصانيفه الركبان" (٢)، له كتب لا مثيل لها، وُصِفت بأنّها: "تيجان رؤوس العظماء وأسوة العلم والعلماء" (٣)، كيف لا وهو الذي جمع الفنون الكثيرة، وتكلّم في كلّها بقوّة وتحقيق.
ولذا فإنّه كان أمنية بعض العلماء الارتحال إليه، بل الارتحال إلى تلاميذه للأخذ عنهم ما رووه من العلم عن شيخهم ابن عبد البرّ.
فهذا الحافظ الذي طار اسمه في الآفاق أبو طاهر السِّلَفِي (٤) كان في نيّته اختراق
_________
(١) "الصلة" (٣/ ٩٧٤).
(٢) "سير أعلام النبلاء" (١٨/ ١٥٨).
(٣) "الذخيرة" لابن بسام، انظر: "ابن عبد البرّ وجهوده في التاريخ" (١٩٩).
(٤) هو: الإمام الحافظ أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني الجرواني، سمع من عدّة، وارتحل وله أقلّ من عشرين سنة، وبقي في الرحلة ثمانية عشر عامًا، كتب الحديث والفقه والأدب والشعر، حصل الكتب ونشر العلم إلى أن مات سنة (٥٧٦).
انظر: "سير أعلام النبلاء" (٢١/ ٥)، "الكامل" (١١/ ١٩١)، "وفيات الأعيان" (١/ ١٥٠).
1 / 57