السقيم، وجدّد منه كالكهف والرقيم، مع معلنات العلل، وإرهاف ذلك العلل، والتنبيه والتوقيف، والإتقان والتثقيف، وشرح المقفل، واستدراك الغفل، وله فنون هي للشريعة رتاج، وفي مفرق الملّة تاج، أهرت للحديث ضُبًى، وفرعت لمعرفته رُبى، وهبت لتفهمه شمال وصَبا، وشفّت منه وصبا، وكان ثقة، والأنفس على تفضيله متّفقة، وأمّا أدبه فلا تعبر لجُّته، ولا تدحض حجّته، وله شعر لم نجد منه ما نفث به أنفة، وأوصى فيه عن معرفة ... " (١).
• وجاء في كتاب "المغرب": "إمام الأندلس في علم الشريعة ورواية الحديث ...، وحافظها الذي حاز خصل السبق واستولى على غاية الأمد" (٢).
• وذكر صاحب "مرآة الجنان" من الثناء عليه أنه: "ليس لأهل المغرب أحفظ منه مع الثقة والدين والنزاهة والتبحّر في الفقه والعربية والأخبار" (٣).
• وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إنّه: "إمام أهل المغرب" (٤)، وهو: "من أعلم الناس بالآثار والتمييز بين صحيحها وسقيمها" (٥).
• وقال الإمام الذهبي فيه: "لقد كان أبو عمر من بحور العلم، ومن أئمّة الأثر، قلّ أن ترى العيون مثله ...، واشتهر فضله في الأقطار" (٦).
هذا بعض ما قيل في الحافظ ابن عبد البرّ رحمه الله تعالى.
_________
(١) "مطمح الأنفس" (٣٦٧ - ٣٦٨).
(٢) "المغرب في حلي المغرب" لأبي سعيد الغرناطي (٢/ ٣٢٩).
(٣) "مرآة الجنان" (٣/ ٨٩).
(٤) "درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية (٥/ ٨٦ - ٨٧).
(٥) "درء تعارض العقل والنقل" (٧/ ١٥٧).
(٦) "مختصر العلوّ للعليّ الغفارّ" (ص ٢٦٩).
1 / 56