المبحث الخامس ثناء العلماء على الحافظ ابن عبد البرّ ومكانته العلمية
نال الحافظ ابن عبد البرّ الثناء الحسن من علماء زمانه، من أقرانه وشيوخه وتلاميذه، وكبار المترجِمين له والناقلين عنه، بما يدلّ على علوّ شأنه وسموّ رتبته، وما يدلّ على ما ناله من المكانة العالية في العلم حفظًا وفهمًا، وإتقانًا ودرايةً، وهو أهل لذلك، ومن كلام العلماء فيه:
• قول الحميدي: "أبو عمر، فقيه حافظ مكثر، عالم بالقراءات وبالخلاف في الفقه، وبعلوم الحديث والرجال، قديم السماع ... " (١).
• وقال أبو الحسن الغساني: "سمعت أبا عمر بن عبد البرّ يقول: "لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمّد (٢)، وأحمد بن خالد الجباب (٣) "، وأنا أقول إن
_________
(١) "جذوة المقتبس" (٢/ ٥٨٦)، وانظر: "بغية الملتمس" (٢/ ٦٦٠).
(٢) أبو محمّد، قاسم بن محمّد بن قاسم بن سيار، برع في الفقه، وذهب مذهب الحجّة والنظر وعلم الاختلاف، وكان فقيه الصدر أديبًا شاعرًا، له بصر بالحديث، توفي سنة (٢٧٦ أو ٢٧٨).
انظر ترجمته في: "ترتيب المدارك" (٢/ ٤٤٦)، "بغية الملتمس" (٢/ ٥٨٧).
(٣) أبو عمر، خالد بن يزيد القرطبي، حافظ ومكثر في الحديث، وكان شيخ الأندلس في عصره، إمامًا في فقه مالك، جمع علمًا كثيرًا مع الزهد والورع، توفي سنة (٣٢٢)، انظر ترجمته في: "بغية الملتمس" (١/ ٢٢١).
1 / 54