في كثير من كتبه كـ: "سير أعلام النبلاء" (١)، و"تاريخ الإسلام" (٢)، و"دول الإسلام" (٣)، و"العبر في خبر من غبر" (٤).
أمّا كتاب "السير" ففيه من الإضافات والتفصيل والتعليقات المفيدة ما لا تجده في غيره، فإنّه وصفه فيه بالإمام العلّامة، وشيخ الإسلام، وذكر كنيته واسمه ونسبه ومذهبه الفقهي، وسنة ولادته مع الإشارة إلى الخلاف في الشهر الذي ولد فيه، وطلبه للعلم وارتحاله لأجله في الأندلس، وعدّد جملة من الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم مع بيان مروياته عن بعضهم، وكذا مجموعة مِمّن حدّثوا عنه، ومن أجاز له من أهل المشرق.
ثمّ جاء بنُقول عمّن أثنى عليه من أهل العلم، وأشاد ببيان علوّ شأنه ورفعة مكانته من بين أقرانه من العلماء، وما يفيد تفوّقه في الحديث وتقدّمه فيه على أهل بلده.
ولبيان مكانة ابن عبد البرّ العلمية يقول الذهبي ﵀ (٥): "قلت: كان إمامًا ديّنًا، ثقةً، متقنًا، علّامةً، متبحّرًا، صاحب سنّة واتّباع، وكان - أوّلًا - أثريًّا ظاهريًّا - فيما قيل - ثمّ تحوّل مالكيًّا، مع ميل بيّن إلى فقه الشّافعي في مسائل، ولا يُنكر له ذلك، فإنّه مِمّن بلغ رتبة الأئمّة المجتهدين، ومن نظر في مصنّفاته بأن له مَنْزلته من سعة العلم، وقوّة الفهم، وسيلان الذهن، وكلّ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلّا رسول الله ﷺ،
_________
(١) انظر منه: (١٨/ ١٥٣ - ١٦٣).
(٢) انظر منه: (٣١/ ١٣٦ - ١٤٢).
(٣) انظر منه: (١/ ٢٧٣).
(٤) انظر منه: (٣/ ٢٥٥).
(٥) "سير أعلام النبلاء" (١٨/ ١٥٧).
1 / 34