لابن عبد البرّ من المصنّفات مُنوِّهًا بها، قائلًا في "التمهيد": "وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلًا، فكيف أحسن منه" (١).
وأمّا غير الأندلسيين، فمن المغاربة ترجم لابن عبد البرّ القاضي عياض (٢) في "ترتيب المدارك" ترجمة فصّل فيها وأجاد، وجاء فيها على جوانب من حياته عديدة، منها: اسمه ونسبه، والثناء عليه بالإمامة والتقدّم في العلم ودقّة النظر، وذكر شيوخه، وسماعه للعلم، وتصبّره على ذلك، ودأبه فيه، وافتنانه وبراعته براعةً فاق فيها من تقدّمه من رجال الأندلس حتّى عظم شأنه بها، وعلا ذكره في الأقطار، ورحل إليه الناس، وسمعوا منه، وبيّن بعض من أخذ عنه من أكابر أهل العلم في الأندلس، ومجموع مصنّفاته، وسنة وفاته (٣).
ثمّ توالت التراجم الخاصّة بهذا الحافظ الكبير والإمام النَّحرير في مصنّفات العلماء، منهم ابن خلكان (٤) في "وفيات الأعيان وأنباء أبناء
_________
(١) "رسائل ابن حزم" (رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها) (ص ١٧٩ - ١٨٠).
(٢) هو: أبو الفضل، عياض بن موسى اليحصبي السبتي، الشيخ القاضي، عالم المغرب وقدوتهم، إمام أهل الحديث، المتبحّر في العلوم، ألف التآليف المفيدة البديعة، منها: "إكمال المعلم في شرح مسلم"، و"الشفا في التعريف بحقوق المصطفى"، و"ترتيب المدارك"، وغيرها، توفي سنة (٥٤٤).
انظر: "الديباج" (ص ١٦٨)، "شجرة النور الزكية" (١/ ١٤٠).
(٣) "ترتيب المدارك" (٢/ ٨٠٨ - ٨١٠).
(٤) هو: أبو العباس، شمس الدين أحمد بن محمّد بن أبي بكر البرمكي، كان من فضلاء الشافعيين، بارعًا في المذهب، عالمًا به، بصيرًا بالعربية، علّامةً في الأدب والشعر وأيّام الناس، توفّي سنة (٦٨١). =
1 / 32