============================================================
المسائا المشكلة وقد أمليت المسألة اليي قبل هذه بعبارة أخرى وهي هذه: -18 قالت العرب: أكرم بزيد وأحسن به. وقال الله عز وحل{ أسمع بهم وأبصر [مرم: 38] . ولو قال قائل: إنما وقع هذا الفعل قبل الواحد والجميع على لفظ واحد، لأن هذا الفعل للكرم وما أشبهه، فكأنه خوطب فقيل: يا كرم اكرم بزيد، وكذلك كل ما كان مثل هذا.
وقوله هذا ليس يقرب من الصواب، ويفسد من جهة المعنى واللفظ.
فأما فساده من جهة المعنى: فإن الفعل ليس للكرم ولا ما أشبهه. ولا يجوز أن يخاطب، ولا يؤمر، ولا ينهى، لكن هذا الفعل للمتعجب منه، وهو حديث عنه، ألا ترى: أنك في قولك: اكرم بزيد، مخبر عنه بأنه قد كرم، وكذلك قول الله عز وحل: أسمع بهم وأبصر (مرم: 38] إنما هو إخبار عن هؤلاء المذكورين وثناء عليهم، ليس بأمر للسمع ولا للبصر، فموضع (هم) في الآية وفي قولك: (أكرم بزيد) رفع، لأنه الفاعل. وقد جاء الباء مع اسم الفاعل بعينه، مرفوعا في قوله تبارك وتعالى: وكفى بالله شهيدا [النساء: 79]. وقد جاءت حروف غيرها من حروف الجر موضعها مع المجرور موضع رفع كقوله: *أن ينزل عليكم من خير من ربكم [البقرة: 105]، تقديره: أن ينزل عليكم خير من ربكم. وكما جاء حرف الجر مع الجرور في موضع رفع، لوقوعها موضع الفاعل، كذلك جاءا في موضع رفع لوقوعهما مبتدأ، لأن المبتدأ كالفاعل في أنه محدث عنه، وذلك في قوهم: بحسبك صنيع الخير، والجار والمحرور في موضع رفع، المعنى: حسبك، وكذلك: هل من رجل في الدار، وقوله عز وجحل: لاما لكم من إله غيره )[الأعراف: 85]، وعلى هذا رفع (غيره)، لأنه خمل على موضع الجار مع المجرور.
فكما أن هذه الأسماء مع حروف الجر في موضع رفع كذلك قوله (به) بعد
(أكرم) في موضع رفع، المعنى: أكرم زيد، وأسمعوا وأبصروا: أي: صاروا ذوي تيقظ وعمل ما يسمعونه ويبصرونه.
فهذا الفعل عندي من باب (أفعل) الذي معناه: صار ذا كذا. كقولهم: أقوى،
Page 52