============================================================
المسائل المشكلة على حرف. وقد ذكرنا مساغه ووجه مجازه.
وقد أجاز هو في الكلام في غير هذا الموضع كون الاسم المظهر على حرف مفرد، فذهب في قولهم: م الله لأفعلن، إلى أنه محذوف من (أئمن)، وأن الكلمة فعل ذلك ها علما بأفا تنفصل.
ويفسد ما ذكره، من أن من نون القوافي لم ينون هذا، أن من ينون القافية يلزمه تنوين هذا الاسم، لكونه في موضع النصب، فإذا وقف أبدل من الألف.
ولو قال قائل في ذلك: إنه يجوز أن يكون (من الله) فحذفت النون لالتقاء الساكنين كما حذفت من: أحد اللهل [الإخلاص: 1- 2]، وقوله: (1) ...
ولا ذاكر الله00000..
ولد الصلاة، ونحو ذلك، لكان قولا.
ويجوز أيضا أن تكون الميم بدلا من الباء لمقاربتها في المخرج، أبدلت منها في غير هذا الموضع أيضا، وذلك عندي في أشبه من أن يكون من (أيمن)، فيصير الاسم على حرف واحد. وإن أحريت في قول العجاج ما قدمت، لأن ذلك -في الكلام، وما أجزناه في (فم)- في الشعر، وقد يجوز في الشعر ما لا يجوز في الكلام، ولم نحد في الكلام اسما مظهرا على حرف مفرد. وهذا الذي ذكرته في قولهم: م الله، في الوجهين قول أبي بكر (2).
19_ مل2 قالوا: اكرم بزيد. وفي التنزيل: أسمع بهم وأبصر4 [مرم: 38] ، ومعى هذا عندي: أكرم زيد، أي: صار ذا كرامة، وصاروا واحدي سمع وبصر، خلاف من وصف بالصمم والبكم في قوله: صم بكم عمي [البقرة: 18]. ونظير هذا: أقوى الرجل، وأقطف التمر(2)، ونحوه. فمعنى هذا كمعنى (فعل).
(1) وهو جزء من بيت لأبي الأسود الدؤلي، انظر: ديوانه ص 203. والبيت هو: فالفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا (2) لم أحد قول أبي بكر في كتابه: الأصول.
(3) أقوى الرجل فهو مقو: إذا كانت دائته قوية، وأقطف العنب: حان أن يقطف:
Page 48