============================================================
المسائا المشكلة احمر البسر، فإنما يحمل (إذا) على هذا المعنى الذي أعلمثك دون هذا الفعل.
ولا يجوز أن يكون قوله: بودك متعلقا، فيكون المعنى: بودك قومي تركتهم، لأن ما قبل الصلة لا يعمل فيه ما بعدها، كما أن ما بعدها لا يعمل فيه ما قبلها مما يتعلق بالصلة. فأما قوله: كمن حلت أيد دارها.....(1) والمستخف أخوهم الأنقسالا فأسهل من هذا، لأن تقدم الفعل في الصلة يدل على ما يضمر بعد، وليس هذا البيت هكذا، بل هو خلافه.
ويجوز إذا جحعلت (ما) صلة أن يكون التقدير: قومي بوذك على أن تركتهم، الخبر، فيكون مثل: قومي على الخيل. ولا ينبغي أن يرتفع قوله: قومي، على مذهب أبي الحسن بقوله: بودك كما يرتفع في الدار زيد بالظرف، لأنه ليس بخبر، إيما الخبر قوله: على أن تركتهم فيكون بودك متعلقا بمعنى الفعل في قوله: على أن تركتهم، وذلك جائز، وليس كالحال؛ لأن الظرف قد يعمل فيه معنى الفعل، وإن كان متقدما، فيكون العامل في (إذا) على هذا الوجه أيضا معنى الفعل، دون (تركت)، كأنه لما قال: قومي بودك على أن تركتهم، دل هذا الكلام على: قومي متروكين إذا هبت شمال، أو قومي يتركون إذا هبت شمال، والأول أسهل: فأما قوله: شمال وريحها، فإنه جاء به على من قال: ريح الشمال، ألا تراه أضاف (الريح) إلى ضميرها: والذي يختار سيبويه في هذا الصفة به دون الإضافة إليه، وقال: سمعنا فصحاء العرب يصفون به، ولا يعرفون غيره، وأنشد الأعشى: له زجل كحفيف الحصاد صادف بالليل ريخا ذبورا(2) وأنشد في الإضافة أيضا: ريخ الجنوب مع الشمال وتارة رهم الربيع وصائب التفتان(2) (1) البيت للأعشى، انظر: ديوان الأعشى ص4 15.
(2) انظر: ديوان الأعشى ص71، وفيه (حرس) بدل (زجل) (3) البيت من شواهد سيبويه، ولم ينسبه انظر الكتاب 21/2.
Page 140