(٨١) قول موسى ﵇ ﴿وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي﴾
قاله قبل أن يبلغ الرسالة، ليعاونه عليها، ونبينا ﷺ بلغ الرسالة وحده، وكان أبو بكر أول من آمن به، ودعا معه إلى الله، وأسلم على يده ستة من العشرة، ومع هذا فما دعا أن يشد أزره به، بل قام مطيعا لربه متوكلا عليه، صابرا له كما أمره بقوله: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ ١.
(٨٢) وقال في الكلام على ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾:
نفى عنهم عبادة معبوده، لأنهم إذا أشركوا لم يكونوا عابدين معبوده، وأيضا لو عينوا الله بما ليس هو وقصدوا عبادة الله معتقدين أنه هو كأصحاب العجل، والذين عبدوا عيسى والدجال، والذين يعبدون أهواءهم، ومن عبد من هذه الأمة غير الله فهم عند أنفسهم إنما يعبدون الله، لكن هذا المعبود ليس هو الله، وإن قصد العابد الله، وأيضا إذا وصفوه بما هو بريء منه كالصاحبة والولد وعبدوه كذلك فهو بريء من هذا المعبود، فإنه ليس هو الله، كما قال ﷺ: "ألا ترون كيف يصرف الله عني سب قريش، يسبون مذمما" ٢، كذلك عبادة أمثالهم واقعة على موصوفهم، أيضا من لم يؤمن بما وصف به الرسول ربه، فهو في الحقيقة لم يعبد ما عبده الرسول. وقس على هذا، فلنتأمل هذه المعاني ولنتهذب.
(٨٣) وقال في دعاء آخر البقرة: الذنوب والمعاصي قد تكون سببا لعدم العلم بالحنيفية السمحة،
فلا يعلم أنه مرفوع عنه، أو لعدم من يفتيه بالرخصة
_________
١ سورة المدثر آية: ٧.
٢ البخاري: المناقب (٣٥٣٣)، والنسائي: الطلاق (٣٤٣٨)، وأحمد (٢/٢٤٤،٢/٣٦٩) .
1 / 57