بالذكر، لكون الظان يظن أنه يموت فينكل عن الجهاد، كما نهي عن قتل الأولاد خشية الإملاق.
(٦٨) اختلف في ولاية أبي بكر هل هي بنص أو إجماع؟
والتحقيق أنه ﷺ دلهم عليها بأمور متعددة من أقواله، وأفعاله، وأخبر بها إخبار راض حامد، وعزم أن يكتب بها عهدا، ثم علم أن المسلمين يجتمعون، ولهذا قال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" ١ لأن النّزاع إنما يكون لخفاء العلم أو لسوء القصد، وكلاهما منتف، وهذا أبلغ من العهد، فصارت ثابتة بالنص والإجماع، المستند إلى ما علموه من تفضيل الله ورسوله له، وأنه أحق، وأن الله أمر بها وأن المؤمنين يختارونها.
(٦٩) خلق الله الخير والشر لما له في ذلك من الحكمة
التي باعتبارها كان فعله حسنا متقنا كقوله: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ ٢، ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ ٣ فلهذا لا يضاف إليه الشر مفردا إلا أن يدخل في العموم، كقوله ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ ٤، أو يضاف إلى السبب كقوله: ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ ٥، أو يحذف الفاعل كقوله ﴿وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ﴾ ٦ الآية، وقوله: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ ٧ فذكر أنه فاعل النعمة، وحذف فاعل الغضب، وأضاف
_________
١ البخاري: المرضى (٥٦٦٦)، ومسلم: فضائل الصحابة (٢٣٨٧)، وأحمد (٦/٤٧،٦/١٠٦،٦/١٤٤) .
٢ سورة السجدة آية: ٧.
٣ سورة النمل آية: ٨٨.
٤ سورة الأنعام آية: ١٠٢.
٥ سورة الفلق آية: ٢.
٦ سورة الجن آية: ١٠.
٧ سورة الفاتحة آية: ٧.
1 / 47