سببها التام، والعلم بالأصل يوجب العلم بالفرع، فعلمه بنفسه يستلزم العلم بكل ما يصدر عنه،
الرابع: أنه لطيف يدرك الدقيق، خبير يدرك الخفي، وهذا هو المقتضي للعلم بالأشياء؛ فيجب وجود المقتضي لوجود السبب التام.
(٣٥) قوله: "حجابه النور" إلخ.
فمَن سُبُحَاته تحرق السموات والأرض لولا الحجاب، أيكون نوره يحفظ بالسماء؟. ١
(٣٦) قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ إلخ.
وذكر آيات، ثم قال: وقد ثبت في الصحاح أنه يقبض السموات والأرض بيده، فمن يكونان في قبضته وكرسيه وُسْعهما، ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ﴾ ٢ فبأمره يقومان، وهو الذي يمسكهما أن تزولا، أيكون محتاجا إليهما؟.
(٣٧) قوله: ﴿قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا﴾ ٣ إلخ.
هكذا يريد هؤلاء المتحيرون أن يفعلوا بالمؤمنين، فيدعون من دون الله ما لا ينفع ولا يضر من كل عبد من دون الله، ويريدون أن يرتد المؤمنون على أعقابهم عن الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويصيرون حائرين كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران.
_________
١ يريد الشيخ بذلك الرد على المعطلة المنكرين لصفات الرب جل وعلا.
٢ سورة الروم آية: ٢٥.
٣ سورة الأنعام آية: ٧١.
1 / 28