Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

Abu al-ʿAbbas al-Hasani d. 353 AH
162

Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Genres

History

فخرجوا، ثم راحوا فقال:قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أنظر أن أولي رجلا أمركم هو أجراكم أن يحملكم على الحق، وأشار إلى علي عليه السلام ثم ما أريد أن أتحملها حيا وميتا، عليكم بهؤلاء الرهط، سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل، ولست مدخله فيهم ولكن الستة: علي، وعثمان، وعبد الرحمن، وسعد، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله.

وخرجوا فلما أصبح عمر دعا عليا وعثمان وسعدا وعبد الرحمن والزبير، فقال: انهضوا إلى حجرة عائشة بإذن منها، فتشاوروا واختاروا رجلا منكم، ثم قال:لاتدخلوا حجرة عائشة، ثم وضع رأسه، فتناجوا فارتفعت أصواتهم.

ودخل ابن عمر على أبيه فقال:عمر أعرضوا عن هذا الأمر، فإذا مت فتشاوروا ثلاثة أيام وليصل بالناس صهيب، ولا تبيتن الرابع إلا وعليكم أمير منكم ويحضر عبد الله بن عمر مشيرا ولا شيء له من الأمر، وطلحة شريككم في الأمر ومن لي بطلحة، فقال سعد بن أبي وقاص: أنا لك به.

وقال للمقداد بن الأسود: اجمع هؤلاء الرهط إذا وضعوني في حفرتي حتى يختاروا رجلا.

وقال لصهيب: صل بالناس ثلاثة أيام، وأحضر عبد الله بن عمر ولا شيء له، وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة ورضوا برجل وأبى واحد فاشدخ رأسه، واضربه بالسيف، وإن اتفق أربعة ورضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رأسيهما، فإن رضي ثلاثة رجلا وثلاثة رجلا فحكموا عبد الله بن عمر فأي الفريقين حكم له فليختاورا رجلا، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتل الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس.

وخرجوا وتلقى العباس عليا عليه السلام فقال: لم أر حظك في شيء إلا رجعت إلي بما أكره، أشرت عليك عند وفاة رسول الله أن تعاجل الأمر فأبيت، ونهيتك حين سماك عمر في الشورى أن تدخل معهم، فاحفظ عني واحدة: احذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم به غيرنا، وايم الله لا تناله إلا بشر.

Page 260