Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

Abu al-ʿAbbas al-Hasani d. 353 AH
145

Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Genres

History

[بيعة أبي بكر وكيف تمت]

[106] أخبرنا عبد الله بن الحسن الإيوازي بإسناده عن أبي طلحة الأنصاري قال: لما حفر لرسول الله وألحد له، فهم في ذلك إذ نادى رجل عمر بن الخطاب، فخرج إليه ورسول الله يدفن، ثم رجع وأخذ بيد أبي بكر فساره، وخرجا وتبعهما أبو عبيدة بن الجراح، وقال لجماعة من قريش: انطلقوا بنا فقد جاءنا أمر عظيم في سقيفة بني ساعدة.

فانطلقوا إليها حتى كان من هم بها - البيعة - لأبي بكر، وتولى علي وأهل بيته وخواص من المهاجرين ونفر من الأنصار دفن رسول الله ليلة الخميس بعد هزيع مضى منها.

[107] أخبرنا عبد الله بإسناده عن عروة بن المغيرة بن شعبة، قال:سمعت أبي يقول: إن أول من أخرج هذا الأمر من آل رسول الله أنا.

قلت: وكيف ذاك يا أبة ؟

قال: انطلقت يوم قبض رسول الله إلى باب حجرته، وقد اجتمع كثير من الناس وفيهم أبو بكر، فقلت له:ما يجلسك هاهنا؟

قال: ننتظر خروج علي بن أبي طالب فنبايعه، فإنه أولى بالقيام في أمر أمة محمد لسابقته وقرابته، مع علمه ومعرفته بالكتاب وشرائع الدين وقد عهد إلينا فيه رسول الله في حياته.

فقلت: يا أبا بكر، لئن فعلتموها لتكونن هرقلية وقيصرية، ينتظر بهذا الأمر الجنين في بطن أمه من أهل هذا البيت حتى تضع.

قال: فألقيتها في قلبه، ثم أتيت عمر بن الخطاب، فقلت: أدرك.

فقال: وما ذاك؟

قلت: إن أبا بكر جالس على باب حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينتظر خروج علي بن أبي طالب ليبايعه، ولعمرى لئن فعلتموها لتكونن هرقلية وقيصرية تنتظر بها الحبلى في بطنها حتى تضع.

فقام عمر سريعا واحمرت عيناه غضبا، حتى أتى أبا بكر، ثم قال: ما دعاك إلى ما يقول المغيرة، انظر يا أبا بكر لا تطمع بني هاشم في هذا الأمر فإنا إن فعلنا ذلك ذهبت الإمرة من قريش إلى آخر أيام الدنيا.

Page 243