Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

Abu al-ʿAbbas al-Hasani d. 353 AH
100

Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Genres

History

section [بين يدي النجاشي مناظرة ومكايدة]

قال: فاستأذن عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة على النجاشي ودخلا، فأجلسهما.

فقال عمرو: أيها الملك إن قومنا وعشائرنا أرسلونا يحبون صلاحك وصلاح أمرك، وإنه خرج فينا كذاب يزعم أنه رسول الله، فتابعه من بلدنا سفهاء «لاخير فيهم» وقد نهيناهم، فبغوا علينا وهربوا وصاروا إليك ليفسدوا ملكك ورعيتك.

وتكلمت البطارقة، وقالوا: أيها الملك الرأي أن تردهم إلى قومهم فهم أعلى بهم عينا.

فغضب النجاشي، وقال:لاها، أيم الله ماهم أولى بهم منا.

وفي نسخة أخرى: لاها الله أبدا، لا أسلم قوما يختاروني على من سواي، ولكني باعث إليهم وأسائلهم.

ثم دعاهم، فلما جاءهم رسوله قالوا:ما ذا نقول إذا ساءلنا؟

فقال جعفر عليه السلام: نقول والله ما علمنا من الحق، وما أمر به نبينا من الصدق كائنا ذلك ماكان.

فلما جاؤوه لم يسجدوا له. فقال عمرو: أيها الملك إنهم قد استكبروا أن يسجدوا لك.

فقال النجاشي: ما منعكم من ذلك وأن تحيوني تحية من قصد ؟

فقال جعفر عليه السلام: أيها الملك إنا لا نسجد إلا للذي خلقنا وخلقك.

قال النجاشي: ما هذا الدين الذي فارقتم به قومكم ولم تتبعونا، فإن قومكم يستردونكم؟

فقال جعفر: سل هذين اللذين قدما، أعبيد نحن أم أحرار، فإن كنا عبيدا فردونا إلى موالينا.

فقال: يا عمرو أعبيد هم ؟

قال: بل أكفاء أحرار.

وقال جعفر: فسلهما هل سفكنا دما بغير حق نسلم إلى أوليائه ؟

فقال عمرو: لا، ولا قطرة.

فقال جعفر: فهل أخذنا مالا بغيرحق.

فقال النجاشي: لو كان عليكم دينا لأديته عنكم.

ثم أقبل على عمرو فقال: يا عمرو ما حجتكما؟

قالا: كنا وهم على دين آبائنا وآبائهم فتركوه إلى غيره.

فقال النجاشي: إنما اختاروا لأنفسهم دينا كما اخترتم أنتم عبادة الأصنام.

Page 197