287

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

تفسير (عبس)

بسم الله الرحمن الرحيم

قال ابوعبدالله محمد بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام : قوله عز وجل

((عبس وتولى (1))) معنى عبس: فهو قطب وجهه، وتولى: فهو أعرض وتكبر، وقد يقال: العبوس والإعراض، والتكبر_القلة منه الكبر_ فقد يختلفان فما قل منه فصغير، وما كبر منه فكبير، وقد قال كثير من هذه العامة بما في أيديهم من الرواية: إن العابس المتولي المذكور في هذه الآية المتصدي، والتصدي: هو الإقبال والتأني لمن استغنى بالجدة والغنى، والمتلهي عن من جاءه يسعى ويخشى: فهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزعموا أن ذلك كله فعل من رسول الله صلى الله عليه وآله فعله وذمه الله منه، وذكره الله بالتقبيح عنه، وإن ابن أم مكتوم العامري جاءه وجاء معه إليه من ذكر الله غناه فعبس وتولى عن ابن أم مكتوم الأعمى، وأقبل وتصدى لمن استغنى، وما ذكر من هذا القول فلا يجوز على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الله تبارك وتعالى في كبريائه وجلاله لم يذم رسوله بعد إرساله في شيء من فعله لأن الذم لوم والملوم مذموم، ورسول الله صلى الله عليه وآله حميد غير مذموم، وكريم عند الله سبحانه غير مليم.

وقد يمكن أن يكون العابس _الذي ذكره أنه عبس وتولى عن من جاءه يسعى وهو يخشى ، والذي تصدى لمن استغنى_: غير رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن يكون الله سبحانه نزل هذا ذما له ولغيره، والتذكرة فيه فقال سبحانه ((عبس)) لعابس سوى رسول الله عبس وتولى ممن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله، أو ممن سلف من الأمم وخلا فعبس في وجه أعمى جاء للهدى مبتغيا، وتصدى لمن كان بالجدة مستغنيا.

Page 302