Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
وقد زعم بعض من الجهال ومن لا يعرف ما نزل الله به من القرآن في عربي اللسان أن الإبل التي ذكرت غيم السحاب، وهذا لا يحتاج لقائله _لانكشاف جهله_ إلي جواب، والحمد لله رب العالمين كثيرا، الذي ذلل الأنعام وسخرها تسخيرا.
وما ذكر الله سبحانه من الجبال ونصبها فمن دلائل آيات الله وعجائبها إذ الجبال في كبرها وعظمها وثقلها التي فاقت فيه جميع ما في الأرض كلها _أشد ما في الأرض علوا وانتصابا وأرفعه في الجو سموا وذهابا، فمن فهم وفكر فعقل وأبصر علم أن الجبل في عظم أسرها وثقلها وقوتها في ذلك لجميع ما في الأرض كلها لم تستقل منتصبة، ولم تثبت منذ كونت فيها راسية_إلا بالله الذي أمسكها وقوته، وما أقلها وأثبتها من قدرته، فسبحان من نصبها في جو السماء مع ما هي عليه من عظمها وثقلها، وجعل فيها مع شدتها وصعوبتها ما جعل من فجاج سبلها التي جعلها مسالك ذللها طرقا لمن سلكها من أهلها.
وما ذكر الله سبحانه من سطع الأرض الذي تفسيره ما جعلها عليها من الدحو والسعة والعرض فعجب عجيب من الآيات، ودلالة منيرة على قدرته من الدلالات.
ثم ذكر سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فذكر إنما أنت مذكر (21) لست عليهم بمصيطر(22))) وتفسير هذا والله أعلم: أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وآله أن يذكرهم بالله وآياته، وبما أمر به من طاعته والإنتهاء عن معصيته، وما وعد على الطاعة من مثوبته وبما توعد به أهل المعصية من أليم عقوبته.
Page 263