Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
وأما إذا ما ابتلى الله سبحانه الإنسان فقدر عليه رزقه، وقدره عليه أن لا يبسطه ولا يوسعة لما هو أعلم به في ذلك من صواب تدبيره في بسطه إذا شاء رزق الإنسان وتقديره بعد حكمته في كل، وعلمه بما أصلح وأرشد وأصوب وأخبر به، فعند ذلك ما يقنط الإنسان ويسوء ظنه، ويرى أن الله قد سخط عليه وأهانه، ويغفل، غير أن أفعال الله التي تأتي من الله في الأحوال كلها على مالا يشك من يعقل أنها عليه من صواب عدله.
ثم قال تبارك وتعالى: ((كلا بل لا تكرمون اليتيم (17) ولا تحاضون على طعام المسكين(18))) يرشد ويدل على ما يحب ويرضى من إطعام المسكين وإكرام اليتامى لرأفته سبحانه باليتيم والمسكين، وما أراد من عباده في إطعام المسكين، وإكرام اليتيم من الحق المحمود الكريم الذي يعطي عليه من ائتمر فيه بأمره الثواب العظيم.
وفي قول أرحم الراحمين: ((كلا بل لا تكرمون اليتيم (17) ولا تحاضون على طعام المسكين(18))) دليل والله أعلم على أن ما يرى العباد من التقدير على من قدر عليه الرزق من المرزوقين إنما كان لما عليه أكثر الناس من الغفلة عن إكرام اليتيم، والحض على طعام المسكين، ألا تسمع كيف يقول سبحانه: ((كلا بل لا)) تفسير قوله والله أعلم: ((كلا بل لا)) يدل على أنهم لو أكرموا اليتيم وأطعموا المسكين وفعلوا في ذلك ما أمرهم به الرحمن الرحيم لما قدر رزقه ولوسع رزقه بينهم.
Page 252