197

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

وتأويل أنزل في ذلك: جعل، فيمكن أن يكون جعل القرآن كله وأحدثه وأتمه وأكمله فيما ذكر تبارك وتعالى من ليلة القدر المذكورة، والقدر: فهو وقت وقته الله جل ثناؤه من أوقات الدهور، وقد يكون القدر: هو الجلالة والكبر كما يقال: إن لفلان أولكذا وكذا قدرا، يراد بذلك أن له لجلالة وكبرا، فإن يكن وقتا وقت فهو وقت ذكره الله وكرمه بما قدر فيه من أموره المحكمة ومن الأدلة على أن الله جعل القرآن في ليلة القدر كله، وأحدثه فيها فأتمه وأكمله، وأنه لم يرد بتنزيله ووحيه انزاله له جملة على رسوله ونبيئه أن الله سبحانه إنما أنزله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأوحى تبارك وتعالى به إليه مفرقا لا جملة واحدة، وعلمه إياه جبريل صلى الله عليهما سورة سورة وآيات آيات معدودة ليقرأه كما قال سبحانه على مكث وترتيل، ولترتيله وصفه تبارك وتعالى في الوحي له بالتنزيل لأن المفرق المنزل هو المرتل المفصل، وفي ذلك مايقول الله تبارك وتعالى فيه:{ ((وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)) [الإسراء:106] ويقول سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في قراءته: ((ورتل القرآن ترتيلا)) [المزمل:4] والتفصيل: هو التقطيع والتنزيل.

وفي إجماله وجمع إنزاله ما يقول المشركون لرسوله صلى الله عليه وعلى أهله: ((لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة)) [الفرقان:32] ((كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا)) [الفرقان:32] [الفرقان:33].

Page 209