Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
وكان تأويل أنه قسم كما أقسم بالفجر والليالي العشر لفضلهما وقدرهما، وماذكر الله من أمرهما.
والعصر والأعصار من النهار: فهو بعد الظهر والإظهار، وإذا كان الدهر وقتا كله كان ماكان منه للصلوات هو أفضل، والأفضل هو الأولى بالتقدم في القسم وغير القسم.
وأما تأويل الخسر: فهو النقص في الخير والبر، ولم يكن من الناس في خير ولابر فهو كما قال الله عزوجل: ((لفي خسر)) وكل الناس فغير مفلح ولارابح إلا من عمل لله بعمل صالح كما قال الله سبحانه: ((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)).
وتأويل الإيمان: فترك كبائر العصيان، وتأويل: ((وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) فهو عملهم لله صالحات، وهي أولى الأعمال بهم، لما فيها من رضى ربهم، وصلاحهم وصلاح غيرهم.
وتواصيهم بالحق: فهو تآمرهم بطاعة الحق، وتواصيهم بما ذكر من الصبر: هو تآمرهم بالمقام على البر، وعلى مايعارضهم في المقام عليه من اليسر والعسر، ومايقاسون فيه من منابذة المبطلين، ومن ليس بمراقب، ولامتق لرب العالمين، من الفجرة المستهزين والجورة المتغلبين المتمردين.
Page 193