Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
تفسير (تبت يدا أبي لهب وتب)
بسم الله الرحمن الرحيم
((تبت يدا أبي لهب وتب)) أبو لهب: هو عبدا لعزى بن عبد المطلب، وتأويل ((تبت)) فهو خابت وخسرت فيما رجت وقدرت، واليدان: فهما اليدان المعروفتان، وهما مثل قد كان يضرب به لمن خاب وخسر فيما يطلب ((وتب)) يعني أبا لهب كله فيما عليه من أمره وماله.
((ما أغنى عنه ماله وما كسب)) تأويله: ما أجزأ عنه ماله وكسبه إذا هلك عند الله سبحانه وعطب بضلاله وسيء أعماله.
((سيصلى نارا ذات لهب)) وذات اللهب من النيران: فهي ذات التوقد الشديد والإستعار ((وامرأته حمالة الحطب)) تأويله: فقد تبت امرأته معه تبابه في الهلكة والعطب، وتأويل ((حمالة الحطب)) فقد يكون حملها للنمائم والكذب الذي كانت تكذبه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأتي به زوجها وتنقله إليه، وتنقله إلى غيره ممن كان من الكفر في مثل ما هي، وما هو فيه لتفسد بكذبها وتغري، وتكثر نمائمها وتسري على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله كما يكثر ويسري الكذوب النمام ((في جيدها حبل من مسد)) جيدها: فهو عنقها، والجيداء من النساء: فهي التي قد تم في طول العنق خلقها .
وتأويل ((حبل من مسد)) فهو الحبل الوثيق المحصد، وقد يكون حبل من قد، والقد: فقد يكون من جلود الإبل، وهو أوثق ما يكون من الأحبال، وهو مثل يضرب لمن يحمل كذبا أو زورا يلقي به بين الناس عداوة وشرورا، وقد قال بعض من فسر فيما ذكرنا من أمر أبي لهب وأمرها: أن تفسير حملها للحطب إنما كانت تحمل الشوك فتطرحه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ممره ومسلكه، وقالوا: إن ((حبل من مسد)) هو حبل من ليف.
Page 178