Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
ثم ذكر عليه السلام بعد هذا أخبار فيها كثرة في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قال عقيبها: وهذه الأخبار المتقدمة تدل على وجوب الجهر في جميع الصلوات لأن منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (كل صلاة لا يجهر فيها بسم الله الرحمن الرحيم فهي آية اختلسها الشيطان) ولم يفصل، ولأن لاختصاصها بالذكر والنص عليها بالجهر شأنا، ولولا ذلك ما كان للأخبار المتقدمة فائدة إذ كان يكفي أن يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من أم القرآن، أومن القرآن فيجهر بها في الجهر ويسر بها في السرية.
والذي يدل على ما ذكرناه ما ذكره جار الله في الكشاف من أن بسم الله الرحمن الرحيم كلمة التقوى.
قال عليه السلام : يدل سياق الآيات لأن سبب نزولها منع المشركين النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دخول المسجد الحرام عام الحديبية فصالحهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر عليا أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فمنعوه من ذلك، ومن أن يكتب محمدا رسول الله، فأنزل الله تعالى سورة الفتح وفيها قوله تعالى: ((هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا)) [الفتح:25] إلى قوله: ((فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها)) [الفتح:26] إلى آخر السورة.
Page 154